تبرز المواهب العربية بقوّة في الدوريات الأوروبية الكبرى، إذ تلفت الأنظار بأدائها الاستثنائي. ومن بين الأسماء المتألقة يبرز الجزائري ريان آيت نوري، اللاعب صاحب الـ24 عاماً والذي يشغل مكانة مميزة مع نادي مانشستر سيتي.

شهدت مباراة مانشستر سيتي أمام جوفنتوس ضمن كأس العالم للأندية تألقاً لافتاً لريان، حيث تفوّق على العديد من النجوم البارزين مثل رودري، تيجاني رايندرز، بيرناردو سيلفا، دوكو وسافينيو، وبرز إنجازه الكبير بتسجيله أعلى عدد من الفرص المحققة في اللقاء، إذ صنع ثلاث فرص.

يتمتع نوري بذكاء في تحركاته الاستثنائية وقدرة على اتخاذ القرارات السريعة، مع رؤية عميقة تجعله دائماً يتفوّق خطوة على خصومه.

جمع أداء ريان بين السرعة، القدرة على المراوغة، المهارة التكتيكية، صناعة الفرص، الدقة العالية في التسديد وحتى الاختراق داخل المساحات الضيقة.

وقد كانت التمريرة الحاسمة التي قدمها خلال المباراة لقطة تبرز مهاراته، حيث أظهر تفوقه الفني عندما خدع المدافع بحنكة ومرّر كرة دقيقة إلى المساحة الخالية، مساهماً في تسجيل الهدف الأول لفريقه.

تميز نوري خلال هذا اللقاء بالتنوّع التكتيكي؛ فقد لعب في مراكز متعددة تتجاوز دوره التقليدي كظهير أيسر، شملت أدواره قلب دفاع أيسر، ظهيراً كلاسيكياً، ظهيراً متقدماً وحتى محوراً هجومياً يخترق المساحات بدهاء كبير.

قدم ريان نموذجاً للاعب الشامل، وهو يذكرنا بما يقدمه المغربي أشرف حكيمي، مع لمسته الخاصة التي تعكس أسلوباً فريداً من نوعه.

ريان آيت نوري. (أ ف ب)

يجسّد ريان آيت نوري صورة حديثة شاملة للظهير العصري في كرة القدم العالمية، معززاً مكانة الجزائر كمصدر للمواهب الكروية، ومن الواضح أنّ قرار بيب غوارديولا بالتعاقد معه مهما كان الثمن يشير إلى رؤية ثاقبة، مؤكداً أنّ مانشستر سيتي ومنتخب الجزائر يمتلكان كنزاً حقيقياً لا يقدر بثمن.