لئلا تتكرّر "نهاية العالم الأزرق"... إيطاليا تغيّر مدربها

عدّ غياب منتخب إيطاليا عن نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا كارثة، إذ خرجت أهم الصحف حينها بعناوين مشابهة: "نهاية العالم الأزرق"، وذلك إثر الخسارة أمام السويد في الملحق الأوروبي.
تكرّرت الكارثة الكروية بعد أربع سنوات، وهذه المرّة على يد مقدونيا الشمالية، إذ وصف الإعلام الإيطالي هذا الأمر بأنه "عار". ولئلا تتكرّر هذه المأساة الكروية بعد الانطلاقة المتعثرة في تصفيات مونديال 2026 في أميركا الشمالية، أعلن اتحاد اللعبة إقالة المدرب لوتشيانو سباليتي!
الخسارة بثلاثية نظيفة أمام النروج في افتتاح التصفيات تسببت بالذعر، لهذا اتخذ القرار بتغيير المدرب رغم الفوز الأخير على مولدوفا 2-0، إلا أنه كان وداعياً لسباليتي، الذي اعترف بفشله في إحداث الفارق منذ توليه مسؤولية تدريب المنتخب وأقر أنه لم يُحسن اختيار الأسماء الأكثر جاهزية بدنياً.
وأعرب عن التفاؤل بأن تظهر النسخة الحقيقية من المنتخب الإيطالي في فترة التوقف الدولية المقبلة في أيلول/ سبتمبر، وأضاف: "هذا سيكون فريقاً مختلفاً تماماً حينها، التوقيت أضرّنا كثيراً، لكن عندما تكون مدرباً للمنتخب الوطني، لا تملك رفاهية تقديم الأعذار. أنت مَن يختار القائمة، وإذا رأيت اللاعبين مرهقين، فعليك أن تبحث عن بدائل".
وأضاف: "أتيحت لي فرصة تدريب إيطاليا، حاولت وأخطأت وجربت، ولا أعتقد أنني الأذكى لأنني لم أستطع استخراج الأفضل من هؤلاء اللاعبين، ويجب أن أعترف بذلك".
تولى سباليتي تدريب إيطاليا مدة 22 شهراً، بحيث أشرف على الفريق في 24 مباراة محققاً 12 فوزاً، 6 تعادلات، و6 خسارات، بنسبة انتصارات 47.8%، وسجل المنتخب تحت قيادته 40 هدفاً، واستقبل 27 هدفاً.
لم يمتلك "المدرب الأصلع" العصا السحرية بعدما تولى المهمة في مرحلة صعبة أعقبت رحيل روبرتو مانشيني المفاجئ لتدريب المنتخب السعودي. ولطالما كان سباليتي ناجحاً مع الفرق التي دربها، إلا أنه افتقد إلى تحديات التدريب على المستوى الدولي، إذ لم يمتلك المرونة المطلوبة والسرعة في تحقيق النتائج، كما أنّ "جنة كرة القدم" تعاني من ندرة قاسية في المواهب مقارنة بعصورها الذهبية في التسعينات وأوائل الألفية.
ومع إغلاق صفحة سباليتي، بدأ البحث عن المدرب القادر على حمل "كرة النار"، ويبرز اسم "العجوز" كلاوديو رانييري، الذي تصدّر الترشيحات، وأشارت "لا غازيتا ديلو سبور" إلى أنّ رانييري (73 سنة) هو الخيار الأبرز، على أن يجمع بين منصبه كمدرب ومستشار فني لنادي روما. ووصفت رانييري بأنه "منقذ الأزمات الكبير" مع الإشارة إلى قدرته على "تحقيق المعجزات"، معتبرةً أنه الشخص الوحيد القادر على إعادة توازن المنتخب بعد السقوط أمام النروج.
كذلك، يُطرح اسم ستيفانو بيولي، مدرب النصر السعودي، كخيار بديل. بيولي، الذي قاد ميلان للقب الدوري الإيطالي 2022، يمتلك خبرة في بناء فرق متوازنة، لكنه قد يحتاج إلى وقت للتأقلم مع المنتخب. ويتردد أيضاً اسم دانييلي دي روسي في الأذهان، إذ شارك دي روسي بالفعل مع مانشيني في بطولة أوروبا 2020، ويحظى بإعجاب الجمهور، فضلاً عن اسم قائد المنتخب الأسبق فابيو كانافارو.