عندما يتعرّض أيّ لاعب في العالم لأداء متذبذب، رغم اعتراف الجميع بقدراته، يواجه انتقادات شديدة وإهانات كبيرة. قد يكون هذا التذبذب نتيجة إصابة، ولكن مع عودته إلى المستوى المعتاد، فقلما نجد من يثني عليه. هكذا هو الحال مع اللاعب الإنكليزي جود بيلينغهام، نجم ريال مدريد الإسباني.

رغم الانتقادات الكثيرة التي تعرّض لها جود بيلينغهام من جماهير ريال مدريد أخيراً، اختار الرد في الميدان، فقد كان لاعباً حاسماً للفريق الملكي في المواجهة النهائية أمام برشلونة في كأس ملك إسبانيا، رغم أنّ الكأس ذهبت للفريق الكاتالوني.

تحدّى بيلينغهام الصعوبات، ونجح في العودة إلى السكة، إذ كان بمثابة العمود الفقري وصمام الأمان في قلب وسط الملعب لريال مدريد. كان رجل المباراة بلا منازع في صفوف الـ"ميرنغي"، واستطاع السيطرة على ضغط برشلونة المتواصل الذي لا يتوقف بسهولة، حيث أوقفهم مرات عدة.

معركة خط الوسط كانت شرسة في نهائي كأس إسبانيا (أ ف ب)

تفوّق بيلينغهام على لاعبي برشلونة مثل بيدري وفرنكي دي يونغ، وداني أولمو. وعند مواجهة غافي وفيرمين لوبيز، أظهر تفوّقه وقدم أداءً مميّزاً في معركة خط الوسط الشرسة.

حقق أرقاماً استثنائية خلال المباراة، مثل صناعة أربع فرص محققة للتسجيل، مانحاً الأمل لريال مدريد وسط الزحمة. كسب 14 مواجهة ثنائية من أصل 18، مما يؤكد مكانته وصلابته كقائد يعتمد عليه عند الحاجة. كذلك نجح في كل المراوغات، حيث نفّذ خمس مراوغات، إلى جانب ثلاثة استخلاص للكرة.

لم يكن بيلينغهام مجرّد لاعب عادي في مواجهة برشلونة، بل كان القلب النابض الحقيقي لريال مدريد الذي أوقف خطورة هجوم الفريق الكاتالوني، وتصدى للمرتدات، والقوة الذهنية أيضاً التي حافظت على تماسك الفريق حتى الأشواط الإضافية.

قدّم اللاعب الإنكليزي هذا الأداء العالي رغم إصابته في الكتف وارتدائه حزاماً يقلّل من حركته. بذلك، أثبت بيلينغهام أنه عندما يعود سيكون أقوى وقادراً على استعادة مستواه وكتابة فصل جديد من المجد يتفوّق فيه حتى على نفسه.