أنهى برشلونة لقاء نهائي كأس ملك إسبانيا، الذي حسمه بالفوز 3-2 على ريال مدريد بعد التمديد، بتشكيلة تملك تنوعاً غريباً، فالظهير الأيمن وصاحب هدف الفوز كوندي هو بالأصل قلب دفاع، ولو أنه اعتاد اللعب ظهيراً في برشلونة، أما الظهير الآخر فكان إينيغو مارتينيز الذي يقدم موسماً ممتازاً لكن كقلب دفاع في برشلونة.  

في الوسط كان هناك إريك غارسيا الجوكر الذي يستخدمه فليك كقلب دفاع ولاعب محور، ومن جنبه غافي الذي لعب دوراً دفاعياً بدل اعتياده على أن يكون عنصراً هجومياً أكثر، أما في الأمام فكان باو فيكتور الذي شارك بديلاً من فيران توريس، وكلاهما يختلفان بأسلوبهما جداً عن طريقة اللعب برأس الحربة الصريح التي أجادها برشلونة مع ليفاندوفسكي. 

الخلاصة، أن برشلونة لا يملك من العناصر ما يكفي لتعويض كل لاعب بآخر في مثل مستواه بمركزه، وهذه كانت أحد أهم أسباب إبقاء يامال رغم أن التعب نال منه تماماً في التمديد، في الوقت الذي كان ممكناً فيه لريال أن يسحب رودريغو ويضع مبابي، ويخرج سيبايوس ويدخل مودريتش. 

احتفال كوندي بهدف الفوز (أ ف ب)

لكن سر النجاح هو أن فليك خلال أشهر قليلة رسّخ أسلوبه داخل الفريق وجعل اللاعبين يستوعبون المهمات المطلوبة منهم في أماكن مختلفة من الملعب، ليكون كوندي هو الرجل الذي يترجم ذلك النجاح، ليس لأنه سجل هدف الفوز فحسب، بل لأنه كان قادراً على إيقاف الخاصرة اليسرى دفاعياً لوحده حين نال التعب من يامال، ثم اتخذ قراراً جريئاً جداً بالتسديد بدلاً من التمرير ليامال في اللحظة الحاسمة لتكافئه الكرة على المباراة الكبيرة التي قدمها حاله حال زملائه في الخط الخلفي الذين كانوا نقطة حماية لمجازفة الفريق المستمرة في الصعود للأمام.

 

شيء يشبه تماماً ما فعله كوبارسي حين تدخل بشكل رائع لقطع الكرة ومنحها لبيدري كي يبني من خلالها كرة الهدف الأول، ليصدق القول أن دفاع برشلونة في أمسية الأمس استحق الكثير من الإشادة حتى مع تلقي هدفين.