لا يمكن لأي فريق في العالم أن يصل إلى مستوى القوة والهيبة التي ترعب خصومه اعتماداً فقط على الهجوم. النجاح يتطلب منظومة متكاملة، وأهم عناصرها خط دفاع متين قادر على مواجهة أي تهديد. وهذا ما يعكس الحالة الحالية لنادي برشلونة، إذ أصبح المدافع إينيغو مارتينيز عنصراً لا غنى عنه في تشكيلته.

لم يكتفِ إينيغو مارتينيز بأداء دوره التقليدي كمدافع، بل نجح في جذب الأنظار بفضل أدائه المتكامل، إذ ساهم أيضاً في بناء الهجمات وربط الخطوط، خصوصاً في المناطق المتقدمة من الملعب. أحد أبرز الأمثلة على ذلك تجلى خلال مباراة فريقه ضد أتلتيكو مدريد، عندما قدم تمريرة حاسمة للهدف وساهم بمهارة فردية مميزة في هدف التعادل الذي مهّد لعودة برشلونة إلى المباراة وتحقيق الانتصار.

يتميز اللاعب بإمكانيات استثنائية جعلته أساسياً في خطة المدرب هانسي فليك. فاعتماده التكتيكي يستند بشكل كبير على تمريرات دقيقة سواء كانت طويلة من العمق، والتي تمنح لاعبين مثل رافينيا ولامين يامال فرصة استلام الكرات بطريقة مثالية، أو تمريرات قصيرة تخترق خطوط المنافس وتستغل المساحات الضيقة التي تظهر أثناء المباريات.

إينيغو مارتينيز من لقاء برشلونة وأتلتيكو مدريد (أ ف ب)

إلى جانب ذلك، يظهر مارتينيز مهارات متعددة منها التفوّق في المواجهات الثنائية. كذلك، يؤدي دور صانع اللعب من الخلف وقائد الهجمات المرتدة، ما يجعله عنصراً محورياً في استراتيجية الفريق الهجومية والدفاعية معاً. غيابه يؤثر بشكل كبير على توازن وأداء برشلونة، بفضل قدرته الفريدة على تحمّل الضغوط وإدارة اللحظات الصعبة خلال المباريات المهمة.

ما يقدمه إينيغو مارتينيز هذا الموسم يشكل تحوّلاً جذرياً مقارنة بالأداء الذي ظهر به في الموسم الماضي، حين واجه انتقادات حادة من الجماهير بسبب مستواه المتذبذب. لكنه عمل بجهد وأوفى بوعده بالعودة بمستوى أقوى، ليصبح اليوم ركيزة أساسية في خطط برشلونة.