ما لن يخبرك به أنشيلوتي عن أزمات ريال مدريد

ابتسمت الحياة لريال مدريد ومنحته فرصة صدارة الدوري الإسباني بعد أن كان متأخراً بفارق 6 نقاط عن برشلونة، لكنه رفض الهدية وفاز في مباراة واحدة فقط من آخر 5 جولات، تاركاً الفرصة لبرشلونة وأتلتيكو لتجاوزه وهذا لم يحدث بشكل عشوائي، وحتى إن أخبرتنا قناة ريال مدريد أن التحكيم يتحمل جزءاً أساسياً منه، إلا أنه لا يمكن أن ننكر وجود دلائل واقعية أيضاً.
لا تمثل هذه الأزمة الأولى في موسم ريال مدريد، فالفريق أثبت اهتزازاً معنوياً وفنياً مهماً حين خسر برباعية من برشلونة بالدوري لحقتها خسارة من ميلان بالأبطال وأخرى من ليفربول، عدا الخسارة بالخمسة من برشلونة في السوبر، هذه كلها دلائل على أن هناك أشياء خاطئة تحدث.
في السابق كان أنشيلوتي يعول على بناء فريق مرن، وهنا نتذكر تصريحه في منتصف الموسم الماضي أن ريال مدريد لا يملك أسلوباً ثابتاً مثل برشلونة ومانشستر سيتي وليفربول، لكن هذا يصبح إيجابياً حين تتمكن من التكيف مع أسلوب كل مباراة لوحدها.
انقلبت المعادلة هذا الموسم، وبدأ أنشيلوتي محاولاته لخلق أسلوب واضح، كونه من المفروض عليه إقحام مبابي وفينيسيوس ورودريغو في كل مرة يكونون حاضرين فيها، وإلى هذا اليوم لم يجد ريال مدريد أسلوب اللعب المناسب للحفاظ على توازن الفريق مع إشراك هذه القوة الهجومية المدمرة، وحين يغيب الأسلوب يصبح الفريق أكثر تعرضاً للخطر حين تجري تعديلات على التشكيلة.
لعب ريال آخر جولتين من الدوري من دون فالفيردي وبيلينغهام، وغيابهما كان واضحاً في لقاء الخسارة مع بيتيس لأن الوسط افتقد للحدة، ورغم تسجيل دياز لهدف إلا أن دياز لاعب بصفات هجومية واضحة والوسط ليس مكانه، بالتالي كشف خط الدفاع الذي اضطر أنشيلوتي لإجراء تغييرين على عناصره رغم التأخر بالنتيجة لأنه شعر أن ألابا وميندي قد يشكلان خطراً إضافياً عليه.
أما في فوضى الفريق فلم ينجح الخط الهجوم في صنع أي تغيير، تلقى فينيسيوس إنذاراً للاحتجاج، وخرج مبابي من الملعب من دون أن يسدد أي مرة خلال 75 دقيقة!
مرونة ريال مدريد لم تعد حاضرة كما في السابق، وأنشيلوتي لم يخبرنا هذا الموسم حجم معاناته بإيجاد توليفة تغطي حضور النجوم في الأمام خصوصاً حين تعاني من غيابات في الوسط، وحين تلعب بتشكيلة كاملة في دوري الأبطال قد تبدو حياتك أسهل، لكن مع متغيرات كل جولة في الدوري والموسم الطويل يبدو أن ريال مدريد أصبح أكثر نرفزة وتوتراً في الملعب كما يفعل نجومه والرجل الإيطالي الهادئ على الخط لم يعد قادراً على نقل هدوئه الى الملعب.