اقترب ليفربول من حسم لقب الدوري الإنكليزي الممتاز بعدما تغلب على مانشستر سيتي في قمة نهاية الأسبوع بثنائية نظيفة، وابتعد في الصدارة عن أرسنال الوصيف بفارق 11 نقطة.

يمكن القول إنّ ليفربول حسم لقب الدوري الممتاز، إذا لم تطرأ أي مفاجأة على المباريات الأخيرة من عمر البطولة. لكن المدرّب الهولندي آرني سلوت دخل مع فريقه دائرة الخطر لأنه يواجه مهمّة صعبة جداً في دوري أبطال أوروبا.

لا يبدو الخطّ الدفاعيّ لليفربول في أفضل أحواله، أو أقلّه كما كان عليه في بداية الموسم، إذ بدأ الإرهاق يحلّ عليه بقيادة فيرجيل فان دايك، وخير دليل على ذلك مباراتاه المحليتان أمام أستون فيلا (2-2) وإيفرتون (2-2).

لا شكّ في أنّ هذا الموسم لا يشبه غيره من المواسم، لأنّ نظام دوري أبطال أوروبا الجديد لا يرحم؛ فالمواجهات أصبحت أكثر صعوبة، والضغط حاضر منذ البداية، عكس النظام السابق الذي كان مريحاً إلى حدّ ما في مرحلة المجموعات.

تمكّن الـ"ريدز" من خطف صدارة ترتيب البطولة الأوروبية العريقة، ولم يخض الملحق المؤهل إلى دور الـ16 كما حصل لريال مدريد وبايرن ميونيخ مثلاً، ووفّر عليه مباراتين إضافيتين. لكنه يجد نفسه أمام مسار "مرعب" في الأدوار المقبلة، إذ أوقعته القرعة أمام باريس سان جيرمان الذي يقدم بدوره مستويات مميزة في الآونة الأخيرة، وحقق فوزاً ساحقاً في الملحق على بريست (10-0 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب).

من المتوقع أن تكون هذه المباراة معقدة، ويبدو أنها الأصعب في هذا الدور، إلى جانب مباراتي ريال مدريد وأتلتيكو مدريد وأخرى بين بايرن ميونيخ وباير ليفركوزن. وفي حال اجتاز سلوت عقبة لويس إنريكي، فمن الممكن أن يصطدم لاحقاً بأحد قطبي العاصمة الإسبانية أو حتى أرسنال في نصف النهائي، وهذا يؤكد أنّ طريقه إلى اللقب ليست مفروشة بالورود.

سيلجأ سلوت لأسلوب المداورة في الدوري الإنكليزي، والمشكلة أنّ المباريات المتبقية أمامه محلياً شائكة أيضاً، إذ سيلعب أمام وست هام وتوتنهام وتشيلسي وأرسنال، مما يعني أنّ الخطأ ممنوع في الأمتار الأخيرة.

مع تألّق الخطّ الهجومي لليفربول بقيادة محمد صلاح، على الخط الدفاعي أن يكون في كامل تركيزه، ولا يمكن لفريق يُعتبر الأفضل والأكثر استقراراً أوروبياً هذا الموسم أن يتعثر في المرحلة الأهم منه؛ يريد سلوت التأكيد أنّ ما بناه يورغن كلوب في السنوات الماضية لا يزال بين أيادٍ أمينة.