إلى وزيرة الشباب والرياضة نورا بيرقداريان

 أخاطبكم انطلاقاً من كلامكم الذي ورد خلال استقبالكم وفداً من اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية والذي تمنيتم فيه كما ورد في الخبر الذي وزعته الدائرة الإعلامية في الوزارة بأن "تتمكن عائلة اللجنة الأولمبية من إنجاز استحقاق الانتخابات المقبلة بالتوافق والتزكية حرصاً على وحدة الحركة الرياضية ولحمة الاتحادات"، كما عبّرتم عن "استعداد الوزارة لمواكبة كل الخطوات، التي يمكن أن تؤدي إلى إنجاز هذا الاستحقاق وفق ثوابت وطنية".

وقد أبلغتم الوفد بأنكم "تضعون نصب عينيكم العمل الجدّي لتقريب وجهات النظر بين أبناء العائلة الرياضية الواحدة لأن عنوان المرحلة المقبلة يجب أن يكون الرياضة تجمع ولا تُفرّق".

معالي الوزيرة، قبل التسوية والتزكية، نتمنى نحن مجموعة من الإعلاميين الرياضيين، تعتبر أن العهد السابق في وزارتكم كان كارثياً مليئاً بالمخالفات والتدخلات السياسية والحزبية، وتؤمن في المقابل بأن التغيير الذي حصل ايجابي، وبأنكم لن تترددوا قيد أنملة في القيام بكل ما يلزم لتغيير هذه الصورة، انطلاقاً من فتح ملفات المخالفات في الرياضة وتحديداً في وزارتكم، بدءاً من "التمرد" على قرار مجلس شورى الدولة مروراً بالتدخل الحزبي والسياسي الوقح والعلني والفاضح في كل مفاصل الوزارة وصولاً إلى قرارات غير قانونية ومخالفة لكل الأنظمة والقوانين المرعيّة الإجراء.

معالي الوزيرة، نتمنى أن لا تتم التسوية والتزكية مع أشخاص لا صفة رياضية لديهم سوى سعيهم الدؤوب والمستمر لبسط نفوذهم السياسي والحزبي والمليشيوي على اتحادات من خلال الترخيص بشتى الوسائل لنوادٍ وجمعيات وهمية، ولاحقاً لاتحادات تراخيصها حصلت بالترغيب والترهيب وهي غير قائمة على أسس حقيقية من أجل هدف واحد: بسط النفوذ الحزبي والمليشيوي على اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية.

معالي الوزيرة، نعرف وندرك جيداً صعوبة ملف وزارة الشباب والرياضة، ونعرف جيداً مدى حجم الضغوط والتدخلات التي ستتعرضون لها من جهات سياسية وحزبية لمنعكم من "تطهير" الفساد ورفع المحسوبيات المستشريين في وزارتكم وفي غالبية الاتحادات الرياضية الصورية.

معالي الوزيرة، إن عهد فخامة الرئيس جوزف عون، وحكومته الأولى التي يرأسها دولة الرئيس نواف سلام، يحملان عنواناً واحداً "الإصلاح والتطوير"، فرجاءً معالي الوزيرة لا يمكن الإصلاح والتطوير مع مجموعة دأبت منذ تعاطيها في الشأن الرياضي على عدم احترام القوانين ومخالفتها بوقاحة ومن دون أي "رفة جفن"، لا يمكن التسوية والتزكية مع أشخاص لم يتعبوا أو "يستحوا" من استغلال الرياضة من أجل مصالح شخصية وسياسية وحزبية! لم يتعبوا من "نقل البارودة من كتف لأخرى" وفق ما تقتضي المصلحة الشخصية، مع أشخاص يمتهنون "الخيانة" وما أكثرهم، مع أشخاص "يقبعون" على رأس اتحادات من أجل مهمة واحدة "التصويت" وفق التعليمات الحزبية والسياسية!

معاليكم، نتمنى انطلاقاً من تمسّككم بـ"الثوابت الوطنية"، أن تطلعوا على جميع الملفات في وزارتكم وخصوصاً "المخفية" منها قسراً وعمداً وأن يبدأ شعار "الإصلاح والتطوير" من الطابق السابع نزولاً إلى الطابق الأول. عندها يمكننا القول إنكم طبّقتم القول بالفعل…