من أضواء الملاعب السويدية إلى الساحات الأوروبية الكبرى، برز هذا الموسم اثنان من ألمع المهاجمين الذين باتت الأنظار تتركز عليهما، مع توقعات بأن يشهد الموسم المقبل مزيداً من التألق لهما؛ والحديث هنا عن السويدي ألكسندر إيزاك، مهاجم نيوكاسل يونايتد، وفيكتور غيوكيرس، مهاجم سبورتينغ لشبونة.

ألكسندر إيزاك يمثل نموذجاً حياً للمواهب التي تنتجها السويد لتترك أثراً لافتاً في البطولات الأوروبية. هذا اللاعب الشاب نجح في خطف الأضواء بأدائه المميز مع نيوكاسل في الدوري الإنكليزي خلال الموسم الحالي، حتى تمكن من منافسة أسماء كبرى مثل محمد صلاح وإرلينغ هالاند، بل وتفوّق عليهم حين تمكن من دخول سباق الهدافين من دون الحاجة إلى تسجيل أي هدف من ركلات الجزاء، ما يعكس مهاراته التهديفية العالية وقدرته على صناعة الفارق بأسلوبه الخاص.

بدأت مسيرة إيزاك عام 2016، لكنه عانى من سوء حظ كبير بسبب الإصابات المتكرّرة التي لاحقته أثناء رحلاته الاحترافية المختلفة، لا سيما عندما كان لاعباً في ريال بيتيس. ورغم هذه العقبات، وجد اللاعب الاستقرار والتألق أخيراً مع نيوكاسل يونايتد بفضل المدرب إيدي هاو، الذي استغل إمكانياته بأفضل شكل ممكن حتى بات إيزاك الآن نسخة شرسة من المهاجمين وصار هدفاً للعديد من الأندية الكبرى مثل برشلونة وأرسنال.

تعافيه من لعنة الإصابات كشف عن الإمكانيات الفنية الهائلة التي يمتلكها، لدرجة أنّ البعض يشبهونه بأسطورة الكرة الفرنسية تييري هنري، نظراً للتشابه الكبير في أسلوب اللعب بينهما، وقدرته على تنويع مركزه بين الجناح والمهاجم والتي جعلته ركيزة لا غنى عنها لفريقه وأداة حسم رئيسية في مباريات نيوكاسل.

تقارير كثيرة تشير إلى أنّ هذا الموسم قد يكون الأخير لإيزاك مع نيوكاسل بسبب الاهتمام الكبير الذي يحظى به من كبار أوروبا. برشلونة أعرب عن اهتمامه واستفسر بالفعل عن شروط انتقاله، لكن أرسنال يبدو الأقرب لإتمام الصفقة، خصوصاً أنّ نيوكاسل قد حدد قيمة تسويقية للاعب تُقدر بـ100 مليون يورو.  وهو مبلغ قد يشكل عائقاً بالنسبة إلى برشلونة في ظل أزمته المالية الحالية، في حين يبدو أرسنال مستعداً لتلبية هذه المطالب.

على الرغم من هذا الأداء اللافت، يرى البعض أنّ تطوّر مستوى إيزاك لم يكن هائلاً مقارنة بفترته السابقة مع ريال بيتيس حين كان يسجل معدل 15 هدفاً في الموسم، رغم غياباته الطويلة بسبب الإصابة، ومعدله التهديفي الحالي مع نيوكاسل مشابه إلى حد كبير لما كان عليه من قبل. ولذلك، يعتبر البعض أنّ قيمة 100 مليون يورو مبالغ فيها بالنظر لمسيرته الحافلة بالإصابات، ولكن ربما يكون الدوري الإنكليزي وضجيجه الإعلامي سبباً في تضخيم قيمته.

المؤكد أنّ المراحل المقبلة في الدوري الإنكليزي ستكون حاسمة للحكم على ما إذا كان ألكسندر إيزاك يستحق هذه المقارنات الكبيرة، أم أنّ ما نشهده الآن مجرّد تألق موسمي عابر لن يتكرّر كثيراً.