رياضة 18-02-2025 | 14:45

أكاديميات الشوارع منبع النجوم

لطالما احتفظت أكاديميات الشوارع على مر السنين بجودتها في تقديم اللاعبين الموهوبين الذين لم يحصل كثيرون منهم على فرصة الانضمام إلى الفرق الكبرى لإثبات قدراتهم.
أكاديميات الشوارع منبع النجوم
إمام عاشور. (إكس)
Smaller Bigger

في ظل توجّه أغلب الأندية حول العالم نحو التعاقد مع لاعبين مشهورين بمبالغ ضخمة، بالرغم من أن بعضهم قد لا يكون بمستوى التطلّعات الفنية المطلوبة، تبقى أكاديميات الشوارع هي المنبع الأساسي للنجوم الحقيقيين.

 

لطالما احتفظت أكاديميات الشوارع على مرّ السنين بجودتها في تقديم اللاعبين الموهوبين الذين لم يحصل كثيرون منهم على فرصة الانضمام إلى الفرق الكبرى لإثبات قدراتهم. تتميز هذه الأكاديميات بالكشف عن مواهب تمتلك مهارات استثنائية وقدرات فنية عالية، مما يجعل إيقافها تحدياً أمام الخصوم.

 

منذ سنوات، اعتمد الكشافون في مختلف الفرق العالمية والمحلية على متابعة أكاديميات الشوارع والأكاديميات الصغيرة لاكتشاف المواهب الواعدة وصقلها قبل تقديمها للفرق الكبرى. هذه المواهب تمكّنت في كثير من الأحيان من كتابة أسمائها بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم. لهذا السبب، كانت كرة القدم تُعرف قديماً باسم "لعبة الفقراء"، نظراً إلى المواهب الاستثنائية التي كانت تأتي، في أغلب الأحيان، من بيئات بسيطة.

 

البرازيل والأرجنتين تقدّمان أبرز الأمثلة على هذا النمط، حيث برز منهما نجوم عالميون استطاعوا قيادة منتخباتهم لتحقيق إنجازات تاريخية. اللاعب البرازيلي نيمار دا سيلفا يُعدّ مثالاً ساطعاً لذلك، حيث بزغ نجمه من خلال أكاديميات محليّة متواضعة قبل أن يحترف في أكبر الأندية مثل برشلونة، ويحقق العديد من البطولات.

 

هذه الظاهرة لم تكن مقتصرة على الدول الأجنبية فقط؛ فقد شهدت الساحة العربية أيضاً ظهور العديد من الأسماء البارزة التي بدأت مسيرتها من أكاديميات الشوارع أو الفرق الصغيرة. مثال ذلك اللاعب أحمد رضا الذي تفوّق مع النادي الأهلي المصري، رغم بدايته المتواضعة في دوري الدرجة الثانية. كذلك، لمعت مسيرة إمام عاشور الذي نشأ في أكاديميات محلية قبل أن ينتقل إلى فريق "غزل المحلة"، ثم الزمالك، ومن ثَمّ الاحتراف الخارجي، قبل أن يعود إلى الأهلي ليواصل التألق في الفترة الراهنة.

 

ورغم تعدد هذه المواهب التي أضاءت عالم كرة القدم، فإنّ أكاديميات الشوارع لم تعد تحظى بالتقدير الذي نالته سابقاً. أصبح تركيز الأندية منصبّاً على اللاعبين الذين نشأوا داخل أكاديمياتها الرسمية، بينما تضاءلت فرص المواهب غير المكتشفة القادمة من الأكاديميات العشوائية. هذا الواقع حال دون وصول العديد من الشباب الموهوبين إلى أضواء الاحتراف، مما دفع بعضهم إلى التخلّي عن ممارسة كرة القدم بسبب ظروف المعيشة أو الإحباط الناتج عن قلة الفرص.

 

في الوقت الذي يطالب فيه العديد من النجوم الحاليين بمبالغ خيالية للاستمرار مع فرقهم، يبدو أنّ الحلّ يكمن في إعادة النظر بشكل جدّي في اكتشاف المواهب الواعدة المنتشرة في الشوارع والأكاديميات المحلية. هؤلاء اللاعبون الجدد يبحثون فقط عن فرصة حقيقية لإظهار قدراتهم بعيداً من حسابات المال والوساطة التي تسيطر على بعض قطاعات الناشئين.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 9:32:00 AM
طقس الأيام المقبلة في لبنان