نوانيري "الفتى الذهبي" في الملاعب الإنكليزية

يتجاوز التنافس هذا الموسم حدود جداول النقاط والمباريات ليشمل مواجهات حامية بين المدربين، وسباقاً مفتوحاً على صعيد الأهداف والجوائز الفردية، بالإضافة إلى صراع آخر على لقب أفضل موهبة صاعدة، مما يجعل المشهد أكثر متعة.

وفي خضم هذا الزخم، تتجه الأنظار نحو برشلونة، الذي يضم نخبة من أروع المواهب الصاعدة مثل باو كوبارسي ولامين يامال وبيدري وغيرهم. في المقابل، تتألق موهبة لافتة أخرى خارج الملاعب الإسبانية، وتحديداً في الدوري الإنكليزي، إذ يظهر اسم الشاب إيثان نوانيري في أرسنال واحداً من أبرز الاكتشافات.

هذا اللاعب البالغ من العمر 17 عاماً حظي بفرصته في ظروف استثنائية، بعد أن قرّر المدرب ميكيل أرتيتا الدفع به إثر موجة الإصابات التي طاولت لاعبيه، وأهمها غياب بوكايو ساكا لمدة طويلة.

ورغم صغر سنه، أثبت نوانيري أنه جدير بهذه الفرصة، معتمداً على دعم أرتيتا الذي عُرف بقدرته على اكتشاف المواهب وصقلها، كما ظهر ذلك مع أسماء بارزة مثل ساكا ومارتينيلي ومارتن أوديغارد.

استطاع أرتيتا تحويل نوانيري من لاعب خط وسط شاب إلى عنصر أكثر شمولية بفضل تنوّع قدراته على اللعب في مراكز عدة، إذ برز بشكل خاص في مركز الجناح الذي جعله ركيزة هجومية ساعدت أرسنال على تغيير مسار المباريات لمصلحته.

ولم يخذل الشاب مدربه أو الجماهير التي وضعت عليه الكثير من الآمال ليكون البديل المناسب من ساكا، بل أثبت في زمنٍ قياسي كفاءته وجدارته من خلال أدائه اللافت الذي يجمع بين الشغف والإصرار والعقلية الناضجة التي تفوق عمره، إلى جانب إمكاناته الفنية المميزة.

منذ الظهور الأوّل له مع الفريق الأوّل، خطف نوانيري الأضواء بفضل إمكاناته وحسه العالي في خلق الفرص وصناعة الأهداف وتسجيلها. ورغم قلة عدد مشاركاته مقارنة ببعض المواهب الأخرى في الدوريات الكبرى، إلا أنه أثبت تأثيره الكبير، إذ سجل أعلى معدل مساهمات بين اللاعبين الشباب في الدقائق الـ90، حتى بات اسمه يتردد بين النقاد والجماهيرالذين أجمعوا على أنه موهبة كروية استثنائية.