22 نيسان/ أبريل 2023 كان يوماً مشؤوماً في الشمال الألماني. نادي شالكه العريق بات في مصاف الدرجة الثانية مغادراً الـ"بوندسليغا" ويبدو أنها بلا رجعة، حيث يتهدد الفريق الهبوط مجدداً نحو درجات أدنى بفعل الضائقة المالية.

"الأزرق الملكي" الذي يزيد عمره عن 120 سنة، والذي اشتق اسمه من أحد أحياء مدينة غيلسنكيرشن، حيث ملعب "فيلتنس أرينا"، عاش أمجاداً مهمة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، ولطالما شكّل رقماً صعباً في الكرة الألمانية ومنافساً أساسياً للقطبين بايرن ميونيخ والجار اللدود بوروسيا دورتموند؛ فضلاً عن أنّ أكاديميته "نابينشميدي" كان الرافد الأساسي للمنتخب الألماني بالمواهب، ولا سيما جيل مونديال 2014، على غرار مسعود أوزيل والحارس الأسطوري مانويل نوير ويوليان دراكسلر وبينيكديت هوفيديس، ثم ليروي ساني وليون غوريتسكا وغيرهم من المواهب الأهم في القارة الأوروبية.

دفع الفريق أثماناً باهظة لسياساته بالتخلي عن ألمع مواهبه، بغية الاستفادة من عوائدهم المالية، عوضاً عن بناء فرق حولهم، حيث احتل الوصافة في موسم 2017، لكن التدهور جاء سريعاً وصولاً إلى الدرجة الثانية، إذ استعان الفريق بالعائدات لتقليص العجز الحاصل في الموازنة، ولا سيما إثر جائحة كورونا، حيث تفاقمت الأزمة المالية، وسط غياب الحلول وبات على شفير الإفلاس، ما يجعله يعيش أزمة وجودية وقد لا يحصل على ترخيص بدوري الدرجة الثالثة، وتالياً الاختفاء تماماً من الكرة الألمانية.

أزمة شالكه تُعيد النقاش حول قانون "50+1" الذي يحكم الاستثمارات في الكرة الألمانية، والذي يقضي بأن يحصل المساهمون الألمان في النادي على 51% من الأصوات، مقابل عدم السماح لأي مستثمر أجنبي أو محلي أن يمتلك منفرداً أكثر من 49% من الأسهم؛ وبالتالي يبقى القرار النهائي بيد غالبية المستثمرين، والذين غالباً يكونون من جمهور هذا الفريق. هذا ينطبق على الفريق المتوّج بطلاً لألمانيا سبع مرات وبلقب كأس الاتحاد الأوروبي 1997، والذي يضم نحو 200 ألف عضو وتبلغ ديونه أكثر من 200 مليون دولار، ما يعني أنّ النادي يحتاج دعماً حكومياً لتفادي جزء من أزمته.

ويشعر مناصرو النادي بالإحباط في المواسم الأخيرة، إذ رأوا سابقاً أنّ النادي يحتاج لإعادة هيكلة شاملة، ورؤية جديدة للخروج من الوضع الحالي، وهذا ما يتم العمل عليه حالياً حيث دعّم الفريق الذي يقوده المدرب الهولندي كيس فان فوندرين، وجرى التعاقد مع الحارس لوريس كاريوس والمهاجم أيمن برقوق، علّ ينجو الفريق من الهبوط مجدداً ويجد سبيلاً للعودة إلى مكانه الطبيعي كواحد من أعرق أندية الـ"بوندسليغا" وأكثرها جماهيرية.