طرد دونتشيتش وديفيس من فرقهم: كيف تسمح قوانين الرياضات بذلك؟

استيقظ عشاق كرة السلة في العالم،  الأحد، على خبر صادم، لوكا دونتشيتش نجم دالاس بات نجماً لليكرز، وأنطوني ديفيس نجم ليكرز أصبح في صفوف مافريكس، لكن الصدمة لم تكن لدى المشجعين فحسب، بل لدى اللاعبَين ذاتهما، لأن قوانين الدوري الأميركي تسمح للفرق بتبادل لاعبيها من دون إخبارهم أو إشراكهم في المفاوضات، وهو ما يعني أن كل لاعب مهدد بخسارة استقراره والانتقال الى ولاية وحياة أخرى من دون حتى أن يكون له حق الاعتراض.  

في الواقع لا يوجد أي تجاوز قانوني في ما قام به ليكرز ومافريكس، وتبادل اللاعبين ظاهرة طبيعية تحدث كل عام في الدوري الأميركي، وقلائل من تمكنوا من إيجاد الحل الذي يضمن لهم الذهاب إلى النوم ليلاً وهم يعرفون أنهم لن يستيقظوا على خبر انتقال مفاجئ في اليوم التالي. 

واحد من هؤلاء القلائل هو ليبرون جيمس الذي وضع في عقده بنداً يمنع مبادلته مع أي فريق آخر من دون موافقته، ولو أن الموجودين في هذه القائمة عبر تاريخ البطولة ليسوا بكثر، وبحسب موقع "سبورتينغ نيوز" الأميركي فهي تضم إلى جانب جيمس كلاً من كارميلو أنطوني، وبرادلي بيل، وكوبي براينت، وتيم دانكن، وكيفن غارنيت، وديرك نوفيتسكي، وديفيد روبينسون، وجون ستوكتون، ودواين ويد فقط، وعدا ذلك الكل معرّض للمبادلة في أي لحظة. 

هذا الخيار يمنح الأندية سلطة على اللاعبين للتحكم بالعقود، إذ تقول الأخبار أن أكثر ما دفع دالاس الى التخلي عن دونتشيتش هو بقاء عام من عقده، بالتالي حقق النادي المكسب من بيعه الآن بدلاً من المجازفة وانتظار نهاية عقده، أو منحه عقد "سوبر" الذي لن يحصل عليه في ليكرز بعد الآن، بالتالي لا تبدو خسارة دونتشيتتش في الاستقرار وإجباره على الرحيل فحسب بل تمتد الى جوانب مالية أيضاً. 

يذكرنا هذا القرار بانتقال العديد من النجوم بالطريقة نفسها خلال السنوات الأخيرة، وقد نتذكر من هذه الانتقالات انضمام كيفن دورانت إلى صنز قبل عامين، جيمس هاردن إلى نيتز سنة 2021، وانتقال بول جورج إلى كليبرز 2019، وانتقال أنطوني ديفيس ذاته إلى ليكرز في 2019. 

هذا الخيار يبدو مختلفاً عما هو متاح في العديد من الرياضات الأخرى وبينها كرة القدم التي تضع اللاعب موضع السلطة وليس النادي، والكل يعرف كم من النجوم اختاروا الذهاب الى نهاية عقدهم والرحيل مجاناً عكس إرادة أنديتهم، مثلما فعل مبابي حين ترك سان جيرمان وذهب الى ريال مدريد ليحصل على مكافأة ضخمة من الميرينغي كونه ساهم في إتمام الرحيل المجاني، في الوقت الذي لم يتمكن فيه سان جيرمان من تحقيق أي مكاسب من رحيل نجمه الأول. 

قد يرى البعض أن هذا الأمر يفتقد أيضاً الى العدالة بالنسبة الى الأندية، بخاصة حين ينتقل النجوم إلى فرق أكبر ويتركون الفرق التي منحتهم الثقة لسنين طوال من دون تحقيق أي مكسب مادي، لكن من المنظور الإنساني تبدو هذه الطريقة أكثر عدالة، لأن انتقال اللاعب يعني غالباً انتقال أسرته وتغيير حياتهم بالكامل والذهاب إلى مكان جديد وتعلم لغة وتقاليد جديدة، وأشياء كهذه لابد من أن تكون وفق قرار شخصي منه وليست بالإكراه.