النوم وسيلة فليك للهروب من الضغوط في برشلونة

في عالم كرة القدم المليء بالضغوط العالية، يبرز هانسي فليك كأحد المدربين الذين يفضلون البقاء بعيداً عن الأضواء والتركيز على عمله اليومي. فرغم أهميته في نادي برشلونة، يعد المدرب الألماني من القلائل الذين لم يحتفلوا بسقوط الغريم التقليدي ريال مدريد الأخير أمام إسبانيول. إذ أوضح في إحدى تصريحاته بعد فوز فريقه على ألافيس قائلاً: "ذهبت إلى النوم دون أن أعرف النتيجة في كورنيلا، اسألوا زوجتي".

وعن تفاصيل يومه، كشف فليك أنه لم يشاهد مباراة ريال مدريد ضد أتالانتا، مبرراً ذلك بالقول: "كانت الأيام الماضية مرهقة، وأفضل طريقة لمكافحة التوتر هي الذهاب إلى الفراش مبكراُ". ورغم أنه لم يتابع المباراة، إلا أنه علم بهزيمة ريال مدريد فور استيقاظه في الصباح، عبر رسالة واتساب من مدرب حراس مرماه، ديلا فوينتي.

هذا ليس المرة الأولى التي يغيب فيها فليك عن متابعة المباريات الكبيرة، إذ سبق له عدم مشاهدة "دربي" مدريد الأخير، الذي شهد أحداثاً مثيرة، منها رمي أشياء على الحارس كورتوا.

فليك الذي اشتهر بحرصه على العزلة والتركيز على عمله، يتجنب عادةً التعليق على مباريات الفرق الأخرى، وهو ما أظهره في ردوده المتحفظة حول ما جرى في "دربي" مدريد، حيث قال: "هذا ليس جزءاً من كرة القدم، يجب على الجماهير دعم الفرق".

بعيداً عن الملعب، يُعرف فليك بكونه من "رجال النادي" الذين يلتزمون بالمواقف الرسمية ويدافعون عنها بشدة. ومع ذلك، يُظهر جانباً آخر من شخصيته عندما يكون في الاجتماعات الخاصة مع أعضاء مجلس الإدارة، إذ يعبر عن آرائه بصراحة حول أي خلافات تحدث. التزامه بالعمل المنهجي داخل النادي جعل منه شخصية محورية تحظى بالاحترام.

وعن روتينه اليومي، يُعتبر فليك من المدربين الذين يحترمون الوقت بشدة، إذ يصل عادةً إلى المدينة الرياضية في برشلونة قبل الساعة السابعة صباحاً، على الرغم من أن التدريبات تبدأ عادةً في الساعة 11 صباحاً.

ويواصل فليك إصراره على الانضباط الشخصي. فحتى أثناء فترات راحته، يُشاهد وهو يتجول في برشلونة مع زوجته أو يتوقف ليوقع الأوتوغرافات لجماهير برشلونة الذين ينتظرونه أمام مركز "بلاوغرانا".

وفيما يتعلق بحياته الشخصية، يعيش فليك في حي سانت غيرفاسي القريب من ملعب "كامب نو"، حيث يتمتع بحياة بسيطة لا تخلو من التواصل مع محبيه. ويمكن رؤيته بسهولة وهو يتناول طعامه في أحد مطاعم الحي أو يقضي بعض الوقت في الحي نفسه، ما يعكس شخصية المدرب المتواضعة والبعيدة عن حياة البذخ والرفاهية التي قد يعيشها الكثير من نظرائه في عالم كرة القدم.