يبدو أن الأزمة التي يمر بها مانشستر يونايتد تتجاوز مجرد تغيير المدربين أو التشكيلات المختلفة التي مرّ بها الفريق في السنوات الأخيرة، فبعد رحيل السير أليكس فيرغسون، تعاقب على الفريق العديد من الأسماء على مقاعد البدلاء كان آخرهم الهولندي إريك تن هاغ الذي رحل وحل بدلاً منه البرتغالي روبن أموريم، ليظل النادي يعاني من تراجع مستمر في نتائجه وأدائه العام، ورغم محاولات تجديد الدماء في الفريق، فإن النتائج المتردية تثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل النادي.

مشروع متأزم وتراجع غير مسبوق

تحت قيادة المدرب روبن أموريم، الذي نجح مؤخراً في إعادة سبورتنغ لشبونة إلى القمة، وجد نفسه في مواجهة فريق غير مستقر، لا يعرف أين يتجه، ومع استمرار الأداء الهزيل، أصبح من الواضح أن الأزمة الحقيقية في مانشستر يونايتد تتعدى من يشرف على تدريب الفريق، حيث إن المشاكل تكمن في عمق النادي.

في مؤتمر صحافي عقب مباراة برايتون، أقر أموريم قائلاً: "نحن ربما أسوأ فريق في تاريخ مانشستر يونايتد، يجب أن نعترف بذلك ونعمل على تغييره". وهو تصريح يعكس حالة من اليأس داخل الفريق مع استمرار التراجع المقلق.

خسارة جديدة في أولد ترافورد

وتواصلت معاناة مانشستر يونايتد مع الهزائم المتتالية، حيث خسر الفريق أمام كريستال بالاس مساء الأحد في "أولد ترافورد" بنتيجة 2-0، في مباراة كانت مؤشراً آخر على عجز الفريق عن تحقيق نتائج إيجابية، أحرز المهاجم الفرنسي جان فيليب ماتيتا هدفين في الشوط الثاني، ليمنح فريقه ثلاث نقاط ثمينة، بينما عانى مانشستر يونايتد من ضعف في الدفاع وعدم فاعلية هجومية واضحة.

وإلى جانب الهزيمة، أصبح أداء الفريق تحت أموريم يثير القلق، إذ لم يحقق سوى أربعة انتصارات من أصل 13 مباراة في الدوري الإنكليزي لكرة القدم، ما يعكس مستوى غير ثابت، بينما استقبل الفريق 22 هدفاً وسجل 16 فقط، ليؤكد الفجوة بين الدفاع والهجوم.

أرقام مخيفة على أرض أولد ترافورد

الهزيمة أمام كريستال بالاس كانت السابعة لمانشستر يونايتد هذا الموسم على أرضه، ليعادل الفريق أسوأ حصيلة له في موسم واحد من الدوري الإنكليزي لكرة القدم منذ 2013-2014، وهذه السلسلة من الخسائر تُعد الأكثر منذ موسم 1962-1963، ما يجعل الوضع الحالي مصدر قلق كبير للمتابعين.

هل آن الأوان للتغيير الجذري؟

مع استمرار التراجع المخيف في النتائج، تبرز الحاجة إلى مراجعة شاملة لسياسة الفريق على كافة الأصعدة، من اللاعبين إلى الطاقم الفني، ويبدو أن مانشستر يونايتد يحتاج إلى أكثر من مجرد تغييرات تكتيكية أو مدربين جدد ليعود إلى سابق عهده. 

ويبقى السؤال، هل سيتمكن أموريم من قيادة الفريق نحو التعافي، أم أن أزمة النادي تتطلب حلولًا أكثر جذرية في المستقبل القريب؟