مشروع "سوبر ليغ" بقناع الشكل الجديد لدوري أبطال أوروبا؟

ستفقد مسابقة دوري أبطال أوروبا أحد "كبارها" على نحو مبكر، إذ سيخلو الدور الثاني من أحد الفرق المتوجة في آخر نسختين، بعدما وضعت قرعة الملحق ريال مدريد حامل اللقب في مواجهة مانشستر سيتي بطل 2023، ما زاد من الحديث عن النظام الجديد للمسابقة، مع تفاقم الانتقادات.

أبرز ردود الفعل جاءت على لسان المدير الفني الإسباني لمانشستر سيتي بيب غوارديولا منتقداً النظام الجديد، وقال إنه غير مقتنع تماماً بالصيغة الجديدة، وأضاف: "كنّا على شفا الخروج... إنه درس لا يصدق بالنسبة إليّ وللاعبين ألّا شيء مضمون". 

واتهمت قناة ريال مدريد التلفزيونية، بأن وضع الفريق "الملكي" في مواجهة "سيتيزنس" للموسم الرابع توالياً، بمنزلة "مؤامرة من قبل يويفا ورئيسه ألكسندر تشيفرين، هدفها الرئيسي هو إنهاء هيمنته على البطولة في الأعوام الأخيرة، إذ توّج بلقبها 6 مرات في آخر 10 نسخ". 

ورأى العديد من المعلقين والمحللين، أن هذا النظام المستحدث يبرز العديد من المخاطر إذ أن العديد من المباريات باهتة بعيداً عن "القمم النارية"  إذ أنّ ثمة فرقاً تُعدّ مغمورة أو متواضعة تتنافس في مباريات هامشية، تفقد البطولة بعضاً من جماليتها، وإذا خرجت الفرق الكبيرة قد ينخفض مستوى المنافسة والإثارة، فضلاً عن كثافة المباريات مع انتصاف الموسم حيث تخوض الفرق مواجهات صعبة على جبهات متعددة، وعلى سبيل المثال سيخوض مانشستر سيتي قمماً عدة في مدى أسبوعين ضدّ ريال مدريد مرتين ونيوكاسل وأرسنال وليفربول، وتالياً سيكون اللاعبون منهكين مع نهاية الموسم وقبل نهائيات كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة.

في المقابل، لم يبد المدرب البلجيكي لبايرن ميونيخ الألماني فنسان كومباني اعتراضاً عارماً ضدّ النظام، وعلّق "لا يمكنني انتقاد الشكل، فهو يتمتع بعامل ترفيهي عالٍ ونحن في صناعة ترفيهية، عندما يتعلق الأمر بالإنصاف، عليك أن تحكم على المنافسة، ومن الواضح أن المواعيد المختلفة لها تأثير على المنافسة، لكن هذا ليس انتقاداً. من حيث القيمة الترفيهية، نحن في مرحلة جيدة وأنا أتطلع إلى ما هو قادم".

وحملت المباريات مفاجآت ضخمة، منها خسارة بايرن ميونيخ ثلاث مباريات، وانتظاره مع ريال مدريد ومانشستر سيتي وباريس سان جيرمان للحظات الأخيرة لحسم التأهل إلى الملحق، كما أنّ زيادة عدد المباريات يرفع من أرباح الأندية مالياً.
يرى العديد من المتابعين، أنّ ما يجري هو تطبيق "السوبر ليغ" إنما بقناع آخر، حيث ركز هجوم إعلام ريال مدريد على البطولة إلى أنه لا بد من إحياء مشروع "أمركة كرة القدم الأوروبية" بقيادة "العراب" رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز حيث لطالما دافع عنها، حتى باتت لديها شرعية، وذلك بعد صدور حكم قضائي في قبل عامين من محكمة العدل الأوروبية. 

وتجرأ رئيس رابطة الدوري الإسباني "لا ليغا" على رفع الصوت مجدداً، ضد بيريز، قائلاً "من يقف خلف فكرة السوبر ليغ، إنه فلورنتينو بيريز، عليه أن يظهر بوجهه أمام الجميع". وأضاف: "من غير الجدّيّ أن يتم طرح ثلاث صيغ مختلفة للبطولة خلال ثلاث سنوات فقط، لا يمكننا الادعاء بأننا نحاول إنقاذ كرة القدم، كما يقول بيريز، وفي الوقت ذاته نغير الخطط باستمرار". وانتقد تيباس فكرة إقامة دوري مستقل بعيداً عن أي هيئة رقابية أو تنظيمية، مشيراً إلى العيوب الجوهرية في هذا النموذج.

وقال: "من غير المنطقي تقديم صيغة لا تتطرق إلى مسألة الحوكمة أو نموذج البث التلفزيوني، ففي يوم نجد كلّ شيء مجانياً، وفي يوم آخر يصبح النظام هجيناً، وفي يوم ثالث لا أحد يعرف كيف سيكون الأمر. يبدو الأمر وكأنه سيرك".

وشدد تيباس على أن دوري السوبر الأوروبي لن يؤدي إلّا إلى تدمير كرة القدم بدلاً من إنقاذها، قائلاً: "أنا واثق من أن هذا المشروع سيتسبب في أضرار جسيمة، فبدلاً من إنقاذ كرة القدم، يبدو أن الهدف الحقيقي لريال مدريد هو تدميرها".