قلة قليلة حول العالم تعرف توماس باخ وربما يكون أشهر من سبعة مرشحين يتنافسون لخلافته في آذار / مارس المقبل بعدما أمضى 12 عاماً رئيسا للجنة الأولمبية الدولية.

ورغم ذلك، فإن المنصب هو الأكبر والأكثر تأثيراً في عالم الرياضة، وسيحظى خليفة باخ بنفوذ سياسي ومالي كبير في أنحاء العالم.

وعندما يصوت أعضاء اللجنة الذين يتجاوز عددهم 100 عضو في اليونان لاختيار خليفة باخ، يتضمن ذلك التوجه الذي يتبناه عالم الرياضة في السنوات الثماني القادمة.

وسيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى والبطل الأولمبي السابق في سباق 1500 متر هو أبرز المرشحين السبعة.

وينافسه كل من كريستي كوفنتري وزيرة الرياضة في زيمبابوي والسباحة الأولمبية السابقة، وخوان أنطونيو سامارانش نجل الرئيس السابق الراحل للجنة، وديفيد لابارتين رئيس الاتحاد الدولي للدراجات.

وتشمل قائمة المرشحين أيضا الأمير الأردني فيصل بن الحسين وموريناري واتانابي رئيس الاتحاد الدولي للجمباز ويوهان إلياش الوافد الجديد على اللجنة الأولمبية.

وسيتقدم كل منهم ببرنامجه أمام الجمعية العمومية في لوزان غداً الخميس لخلافة باخ (71 عاماً) قبل شهرين من محاولة استمالة الأصوات في الكواليس.

المنظمة الأكثر ثراء
اللجنة الأولمبية الدولية هي المنظمة الرياضية الأكبر والأكثر ثراءً متفوقة بفارق كبير على الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وتحظى بنفوذ كبير على غالبية الاتحادات الرياضية الدولية الكبرى والرياضات واللجان الأولمبية الجديدة.

وبإيرادات تقدر بالمليارات من الرعاة وحقوق البث، لا يقتصر دورلااللجنة فقط على إقامة الأولمبياد الصيفي والشتوي. وللجنة قول في كل قرار دولي في عالم الرياضة، سواء كان مالياً أو سياسياً أو هيكلياً.

ولا تعتمد الاتحادات الرياضية فقط على التمويل الأولمبي في الدورة الأولمبية التي تمتد لأربع سنوات، وإنما تعتمد على الأضواء الأولمبية.

وتتنافس الرياضات الكبرى على الاعتراف الذي يعني زيادة في الدعاية والأضواء ما قد يؤدي إلى إيرادات جديدة لتمويل نموها.

وطوال 12 عاماً قضاها في المنصب، عزز المحامي الألماني روابطه مع العديد من القادة السياسيين بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي استضافت بلاده أولمبياد 2024 والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكان بوتين أول مهنئي باخ مباشرة بعد انتخابه في 2013، عندما اتصل به بعد دقائق من الانتخابات في ظل استعداد بلاده لاستضافة الأولمبياد الشتوي في سوتشي بتكلفة غير مسبوقة بلغت 51 مليار دولار.

وخيم على دورة سوتشي الكشف عن نظام منشطات ضخم مدعوم من الدولة في روسيا فيما أصبح بعدها أكبر فضيحة منشطات دولية في عقود واضطر على إثرها الرياضيون الروس للمنافسة محايدين في عدة دورات أولمبية.

والتعامل مع روسيا وقضية المتحولين جنسياً والتباين في التطور الجنسي للرياضيين من أبرز الموضوعات المدرجة على ملفات غالبية المرشحين. لكن مخطئ من يظن أن قدرة المرشحين على إحلال السلام والئام والترويج للرياضة حول العالم هي المعيار الأساسي للحكم عليهم.

وأبلغ رئيس أحد الاتحادات الدولية، الذي طلب عدم نشر اسمه، رويترز: "في هذه الانتخابات الجميع يصوت لمصلحته. الأمر يتعلق بالمال. نصيب كل من أصحاب المصلحة. وليس من المفاجئ أن يترشح أربعة من رؤساء الاتحادات".

وأضاف: "ربما سيكون أكثر فعالية أن يكون هناك مرشح واحد يمثل الاتحادات. لكن للجميع أجندته في هذه الانتخابات".

وضع مالي قوي
وصلت إيرادات اللجنة 2.295 مليار دولار من أبرز رعاتها بين عامي 2017 و2021، وهو ثاني أكبر مصدر للدخل بالنسبة للحركة الأولمبية، بينما دفعت محطات البث 4.544 مليار دولار في نفس الفترة.

ويترك باخ اللجنة في وضع مالي قوي، بعدما ضمن حصولها 7.3 مليار دولار بين عامي 2025 و2028 و6.2 مليار دولار بين عامي 2029-2032. ومن المتوقع إبرام مزيد من الصفقات خلال تلك الفترتين.

وتقول اللجنة إنها تضخ نحو 90 في المئة من إيراداتها في الرياضة من خلال مدفوعات لكل اتحاد أولمبي واللجان الأولمبية ومنح دراسية للرياضيين.

وتعتمد الكثير من الاتحادات الرياضية الصغيرة على تمويل اللجنة الأولمبية الدولية.

ووزعت اللجنة أكثر من نصف مليار دولار على الاتحادات الرياضية بعد أولمبياد طوكيو وتجاوز المبلغ 600 مليار دولار بعد أولمبياد باريس.

ولاتحاد ألعاب القوى والجمباز والسباحة النصيب الأكبر، وقيمته 50 مليون دولار. وحصلت اللجان الأولمبية على إجمالي 540 مليون دولار بعد أولمبياد طوكيو.

وتغطي اللجنة الأولمبية الدولية 50 في المئة من تكاليف تشغيل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات التي ساهمت في تأسيسها قبل أكثر من 25 عاماً.

وتتحدد مصارف غالبية تلك الإيرادات بناء على رؤية الرئيس الذي سيُنتخب في غضون أسابيع.