العامل الأبرز في أي مباراة كرة يد يمكن بلا شك أن يكون حارس المرمى. قبل انضمام محمد علي إلى صفوف المنتخب المصري، كانت الفرق المنافسة تتفوّق غالباً في نسبة التصديات، ما أدى في كثير من الأحيان إلى لحظات انهيار حاسمة شهدت هزائم مؤلمة للمنتخب.

ومع انطلاق بطولة العالم الحالية في كرواتيا، يواصل محمد علي تقديم أداء استثنائي مع المنتخب المصري، مؤكداً حضوره كواحد من أبرز لاعبي البطولة.

هذا التألق ليس وليد اللحظة، بل استكمال للأداء الرائع الذي قدمه خلال أولمبياد باريس 2024، حين لعب دوراً حاسماً في وصول الفراعنة إلى الدور ربع النهائي قبل أن يودعوا البطولة بصعوبة أمام إسبانيا بفارق هدف وحيد.

الملقب بـ"الدب المجنون"، استطاع محمد علي أن يكون حجر الأساس في كتيبة المنتخب المصري خلال مواجهاته.

وكان من أبرز نجاحاته مساهمته الفاعلة في تحقيق انتصارات مهمة، منها الانتصار على منتخب كرواتيا، الدولة المستضيفة للبطولة، حيث توج جهوده في هذه المباراة بنيله لقب "رجل المباراة" عن جدارة.

أما أبرز ما يُميز الحارس الدولي فهو قدرته على التفوّق الواضح على بقية حراس المنتخبات المشاركة. نسبة تصدياته العالية كانت عاملاً حاسماً في الفوز الصعب على منتخب سلوفينيا بفارق هدف وحيد، ما يعكس أهمية وجوده بين القائمين.

ويتطلع المنتخب المصري الآن إلى حسم التأهل إلى الدور ربع النهائي، وهو أمر أصبح قريب المنال. الفوز في المباراة المقبلة ضد منتخب كاب فيردي سيضمن هذا التأهل من دون النظر إلى نتائج الفرق الأخرى، وكل ذلك بفضل الأداء الكبير الذي يقدمه محمد علي.

وراء هذا الإنجاز قصة ملهمة. فقد واجه الحارس تحديات كبيرة خلال مسيرته، بما في ذلك الاتهامات التي طالت لياقته البدنية، حيث بلغ وزنه سابقاً 130 كيلوغراماً، ما أثار شكوكاً حول استمرارية مشواره الرياضي.

لكن بدل الاستسلام، قرّر بناء مساره من جديد بالاحتراف في دوري الدرجة الثانية بألمانيا، حيث كان الحارس الثالث بعد كريم هنداوي وعبد الرحمن حمد في صفوف المنتخب.

خلال مشاركته في أولمبياد باريس، خرج محمد علي من ظل الاحتياط ليلفت الأنظار بأدائه المذهل ضد منتخب الدنمارك، الفريق المعروف بسيطرته على كرة اليد العالمية. هذا الأداء فتح له أبواب الاحتراف في أوروبا ليخطف فريق سبورتنغ لشبونة البرتغالي توقيعه سريعاً. مع الفريق البرتغالي، حافظ على مستواه المبهر وتوج مسيرته هناك بحصد لقب الدوري البرتغالي.

اليوم، أصبح "الدب المجنون" الحارس الأساسي لمنتخب مصر وسداً منيعاً أمام أقوى الخصوم. لعل مباراته الأخيرة ضد منتخب كرواتيا خير دليل على ذلك عندما تصدى لـ17 كرة حاسمة، محافظاً على آمال الفراعنة قائمة في المنافسة.

الصحافة العالمية لم تتردد في الإشادة به وإطلاق لقب "الدب المجنون" عليه بفضل شراسته وشخصيته القوية داخل الملعب. مسيرته الحالية تضعه كعنصر لا غنى عنه لمنتخب مصر، وتقربه خطوة جديدة من تحقيق إنجاز تاريخي في بطولة العالم المقامة حالياً في كرواتيا.