ناجي حمود لـ"النهار": المدينة الرياضية ستكون جاهزة بعد شهرين

مع كل "شتوية"، كانت اللجنة المسؤولة سابقاً عن المدينة الرياضية تقرّر منع إقامة المباريات على أرض الملعب، حفاظاً عليها، لأنها تدرك جيداً سوء البنية التحتية، والعشب الذي لا يمكن أن يصمد أكثر من "نصف مباراة" حتى تتحوّل الأرضية إلى "مسبح".
لا حلول حاسمة، وكلها كانت على طريقة "الترقيع" اللبنانية، لتتحوّل المدينة، التي استضافت أهم البطولات على رأسها كأس آسيا 2000 لكرة القدم، إلى مدينة أشباح، لا إضاءة ولا ملعب ولا معدات ولا غرف.
ومع كل الظروف الصعبة التي مرّت بها المنشأة الأكبر في لبنان، والتي تتسع مدرجاتها لأكثر من 50 ألف متفرّج لكرة القدم، وتضم قاعة مميزة لكرة السلة وصالات لألعاب فردية أخرى، كان لابد من تحرّك سريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
نهضة بـ"اللحم الحي"
يدرك مدير عام المنشآت الرياضية والكشفية في لبنان ناجي حمود، الذي عيّن في شهر آب /أغسطس الماضي، حجم المسؤولية التي تقع على عاتقه، لكنه قبل التحدي، وبدأ العمل بـ"اللحم الحي"، وطالب بكل من يريد أن يعرقل "أن يتركنا نعمل حالياً".
جالت "النهار" داخل المدينة الرياضية مستعينة بالهاتف لإضاءة طريقها، فشاهدت حجم الدمار والمعدات البدائية والغرف، التي لا يمكن أن يبقى فيها الرياضي لأكثر من ثوانٍ بسبب الرائحة و"العتمة الشاملة"، فسألنا حمود ماذا يحصل؟
أجاب: "بعض الخطوات البسيطة. فكرنا كثيراً وخططنا من أجل استعادة الحياة للمنشأة ، لتستقبل الأنشطة الرياضية سواء كرة القدم أو كرة السلة. في الوقت الحالي هدفنا إعادة تشغيلها من موازنتها الموجودة".
لكن لماذا اليوم وليس بالأمس؟ رد: "لأسباب الناس يعرفونها جيداً، بالإضافة إلى أن هناك اختلافاً بين طريقة عمل الأشخاص".
أضاف: "كنت أفكر دائماً أنني إذا انتظرت أحداً ليأتي ويساعدنا ويدفع لنا 40 أو 50 مليون دولار لإعادة التأهيل، سننساها لأكثر من 30 سنة من دون عمل".
إهمال لسنوات
تابع: "حين أعيد ترميم المدينة الرياضية بدعم من الرئيس الشهيد رفيق الحريري خلال التسعينيات، لم تشهد أي صيانة ومعداتها أصبحت قديمة. وهنا أسأل: لماذا حصل هذا الإهمال في المنشأة؟".
ووعد حمود أن تكون أرضية ملعب المدينة جاهزة لاستضافة المباريات في نهاية آذار /مارس المقبل، مؤكداً "حتى لو تساقطت الأمطار بغزارة، فإن ذلك لن يؤثر فيها. والأهم أن نستفيد من إيراداتها للحفاظ عليها وصيانتها بشكل دوري".
استطرد: "لم أطلب ولن أطلب أي مبلغ من أحد، ولكن من يريد المساعدة يأتي ويعالج تحت إشرافه، لذلك لا نريد إدخال المال إلى صندوقها أو إخراجه من المساعدات، ونعمل بشفافية تامة".
سرقة بالملايين
وبدا حمود مستاء بعد تسلّمه ملف المنشآت الرياضية، خصوصاً مدينة كميل شمعون الرياضية، حيث كان مصدوماً من غياب الإنارة عنها بشكل تام، قائلاً: "هذه المنشأة منذ 6 أو 7 سنوات لا توجد فيها كهرباء، بسبب كابلات مفقودة قيمتها ملايين الدولارات!".
وعن الكراسي المحطمة على مدرجات كرة القدم، ورغم ما قيل أن ناديي الأنصار والنجمة دفعا تكاليف إصلاحها منذ سنوات طويلة، لكنها لم تعالج حتى الآن، فضّل حمود التركيز على خطّة عمله "من خلال تحسين ما يمكن تحسينه اليوم لإعادة الحياة إلى المنشأة الرياضية".
مصر والعراق... وأين اليوم؟
وأشار حمود إلى أن مصر والعراق وعدا أن يعالجا أرضية الملعب "هذا ما سمعناه في الإعلام، ولكن بقي كلاماً ولم يطبق على أرض الملعب. وما يحصل اليوم بجهود ذاتية وبموازنة الدولة البسيطة فقط".
وبالنسبة إلى قاعة كرة السلة، أصبحت شبه جاهزة من خلال "تأهيل أرضية الملعب والغرف الداخلية والإضاءة، وما نحتاج إليه فقط هو Scoreboard ليعود النبض إليها".
أما بالنسبة إلى كرة القدم، فتقدمنا شوطاً كبيراً بالنسبة إلى أرضية الملعب والغرف الأساسية والممرات، بالإضافة إلى تنظيف المدرجات.
وعن الخطوة المقبلة، أكد مدير المنشآت الرياضية أن ملعب طرابلس الأولمبي يجب أن يعود إلى الحياة، لأن "أهل المدينة يستحقون ذلك".
وتمنى من المجتمع الرياضي واللبناني أن يساعد بأي طريقة: "رسالتي إلى القيمين على الملفات أن لا يعرقلوا العمل من أجل إنجازه في أسرع وقت ممكن".