كلاس لـ"النهار": تجاوزنا قطوعات ونأينا بالوزارة عن المشاكل

سلكت الجمهورية اللبنانية في عهد جديد، بعد سنوات حملت الكثير من الأحداث والتحديات على الصعد المختلفة ولا سيما منها الرياضية، إذ مرّ القطاع الحيوي بخضات كبيرة وتأثر بالحال العامة للبلاد، مع ذلك حقق بعض الرياضات إنجازات مهمة خصوصاً في كرة السلة وصولاً الى كرة المضرب مع اللاعب هادي حبيب الذي بات أول لبناني يخوض غمار البطولات الكبرى "غراند سلام"، وفي خضم هذه الأحداث عانت الرياضة اللبنانية الكثير من المعضلات التي تخطت قدرة الوزارة الوصية على القطاع.

مسؤولية دستورية
استلم الوزير جورج كلّاس المسؤولية في أحلك الظروف، وأكثرها قتامة، اختبر كل أنواع المشاكل، وصولاً الى الحرب، ويوجز كلاس في حديث الى "النهار"العمل على رأس الوزارة في هذه المدة، بقوله: "بعد ثلاث سنوات ونصف سنة من الخدمة الوطنية والمسؤولية الحكومية، يمكنني القول بكل اعتزاز انه كان لي شرف تسميتي في حكومة (معاً للإنقاذ)، وزيراً للشباب والرياضة، إنطلاقاً من خبرتي الاكاديمية مع الاجيال الشبابية في الجامعات".

يضيف العميد السابق لكلية الإعلام في الجامعة اللبنانية: "بداية، تهيّبت الموقف، لأنني بعيد من اجواء الرياضة وتحدياتها، وتعاملت مع الأمور انطلاقاً من واجبي الوطني ومسؤوليتي الدستورية، متعاوناً مع موظفي الوزارة وفريق استشاري تطوعي، فتجاوزنا قطوعات ونجحنا ما استطعنا، في تحقيق توازنات وتفادي إشكالات، واعادة انتظام الأمور في كثير من القطاعات الرياضية والكشفية، وفي مرات كثيرة حاولنا ولم ننجح".

وحول أبرز الانجازات، يتابع: "صادفت بداية ولاية الحكومة ان استضاف لبنان احتفالية بيروت عاصمة عربية للشباب 2022، واستضاف اجتماعاً لوزراء الشباب والرياضة العرب، اضافة إلى وفود شبابية من 17 دولة وبمشاركة 250 شاباً وشابة". ووصف الاحتفالية التي كانت برعاية الرئيس نجيب ميقاتي وحضور وزاري وديبلوماسي عربي، ومشاركة الوزراء اللبنانييين، والمشاركة العربية الواسعة بأنها كانت "مؤشراً جيداً  لجهة الامان والثقة في لبنان".

صمود في وجه المشاكل
اختبر كلاس على رأس الوزارة كل صنوف المشاكل، ويرد أسبابها بالدرجة الاولى الى الحسابات السياسية والشخصية، ويقول: "نجحنا في النأي بالوزارة عن المشاكل، وحصر دورها بالنواحي القانونية، بحيث لا تكون طرفاً في أيّ من هذه الصراعات".

ويأسف لعدم معالجة المعضلات "هذا أمر صعب"، ويضيف: "هذه المشاكل المتراصة هي رصيد سنوات طوال من التراكمات ونتيجة طبيعة للصراعات السياسية الضيقة، ولا يمكن حلّها بسهولة بالغة الا بطريقة واحدة، هي صفاء النيات وتغليب الوطن على كل ما عداه".

العهد الجديد
يستعد كلاس لتسليم الوزارة التي تمس غالبية الشعب اللبناني الى الاسم العتيد، الذي سيرث المشاكل نفسها، ويلفت الى أن "الوزارة، رغم كونها وزارة رؤيوية وراعية للشؤون الرياضية والشبابية والكشفية، إلا أنها تعاني من ضعف في ميزاينتها لا يمكّنها من القيام بتقديم المساهمات الى الإتحادات والأندية والجمعيات الشبابية والكشفية، وهذه معاناة انعكست على القدرات الفردية للرياضيين، وتعكس تقصيراً في الموازنة وليس في المهمات الموكولة الى الوزارة، وقد عملنا على التواصل مع الأندية لتصحيح أوضاعها حتى تكون مؤهلة للحصول على المساعدات".

وأوصى الوزير الجديد بـ"أن تولي الحكومة الجديدة اهتماماً واسعاً لهذه الوزارة وزيادة الاهتمام بوظيفتها ودعم رسالتها، علماً أن التحديثات التشريعية والتنظيمية سجلت تطوراًً مهماً في دور الوزارة وعلاقتها بالاتحادات والتنظيمات الرياضية الدولية والمحلية، خصوصاً لجهة حماية اللاعبين وعلاقتهم مع الأندية والاهتمام بدعم عمليات الاستثمار في الاقتصاد الرياضي".

ولم ينسَ فريق العمل الذي توجه بالشكر إليه "فرداً فرداً رغم قلة العدد والامكانات والظروف"، داعياً إلى الحفاظ على انتظام العمل والعلاقة الجيدة مع الاتحادات والجمعيات وفق القانون.

المنشآت ضحية الحرب!
وتطرق الى المنشآت الرياضية ولا سيما منها مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت، وهو لم يأل جهداً في شمول هذه المنشأة االكبرى  في البلاد بالاهتمام الكبير، رغم الظروف الصعبة، ويشير الى "أننا قبيل نشوب العدوان الإسرائيلي وما نتج منه من قتل ودمار وتشريد، كنا قطعنا شوطاً كبيراً في الاتصالات لتأهيل بعض المنشآت، بل كنا وصلنا تقريباً الى الخواتيم، وخصوصاً مع العراق ومصر، وأشكرهما من القلب، ثم جاءت الحرب وجمّدت معها كل شيء".

ويتابع: "الآن، أعتقد أن الطريق مُعبّدة تماماً لمتابعة هذه الاتصالات، والوصول بها الى خواتيم مرجوّة، وانهائها مع دول صديقة، ويمكن للوزير المقبل استكمالها مع فريق عمل الوزارة الذي يعرف بدقّة كل المراحل التي قطعتها والخطوات المتبقية لإنجازها".