هادي حبيب لـ"النهار": آمل أن تُحدث نتائجي تغييراً في لبنان

محمد عكاوي

بالنسبة إلى نجم كرة المضرب اللبناني هادي حبيب، فإنّ المشاركة في بطولة أوستراليا المفتوحة في ملبورن ليست مجرّد محطة احترافية جديدة، بل هي فرصة لإثبات نفسه على الساحة العالمية وإلهام الجيل القادم من الرياضيين في وطنه.

في مواجهته في الدور الثاني مع المصنّف 14 عالمياً، أوغو أومبير، يوم الأربعاء، يريد حبيب أن يُظهر إصراراً على تقديم أفضل ما لديه. وبينما قد تبدو المباراة تحدياً كبيراً، يرى حبيب فيها فرصة للتعلم والتطوّر.

وقال حبيب في تصريح خاص لـ"النهار": "لقد لعبت ضده من قبل، قبل نحو عامين، عندما لم يكن مصنفاً بهذا الترتيب العالي. لقد تطوّر مستواه كثيراً في الفترة الأخيرة، وأنا متحمّس جداً لهذه المباراة. مواجهة لاعب من هذا المستوى ستساعدني على تحسين أدائي وتطوير مستقبلي. سأبذل كل ما في وسعي، وسنرى ما سيحدث".

يُدرك اللاعب اللبناني أهمية المرونة التكتيكية في كرة المضرب، حيث يشبّه اللعبة بالشطرنج. ويشرح هادي: "عليك دائماً التكيّف مع أسلوب الخصم واكتشاف تكتيكات مختلفة أثناء المباراة. اللعب ضد لاعب أعسر مثل أوغو يتطلب استعداداً خاصاً، لذا سأحرص على التمرّن مع لاعبين يلعبون باليد اليسرى قبل المباراة. الأمر يتعلق دائماً بإجراء تعديلات خلال المباراة، ولهذا السبب نعمل على نحو وثيق مع المدربين لضبط الاستراتيجيات عند الحاجة".

التعامل مع الضغط جزء أساسي من حياة اللاعبين المحترفين، لا سيما في البطولات الكبرى مثل بطولات الغراند سلام؛ لكن حبيب يؤكد أنه واثق من أدواته الذهنية.

وأوضح: "خضت مباريات عدة حتى الآن، وأعتقد أنني أتعامل مع الضغط جيّداً. أعمل مع مدربي النفسي على تقنيات تهدئة نفسي قبل المباريات الكبيرة. هذه التقنيات أثبتت فعاليتها، وسأعتمد عليها في المباراة المقبلة".

أكثر ما يدفع حبيب لتقديم أداء مميّز في ملبورن هو الدعم الذي يتلقاه من الجالية اللبنانية الكبيرة هناك. وعلق هادي على هذا الأمر: "إنه أمر لا يُصدّق رؤية المشجعين اللبنانيين لدعمي. خلال الأيام الماضية، خصوصاً في المباراة الأخيرة، كانت طاقتهم واضحة. عندما أسمعهم يهتفون باسمي، يمنحني ذلك دفعة إضافية لمواصلة القتال على كل نقطة. أنا ممتن جداً لدعمهم وآمل أن أراهم في المباراة المقبلة بأعداد أكبر".

إلى جانب نجاحه الشخصي، يركز حبيب على تطوير رياضة كرة المضرب في لبنان، حيث يطمح إلى إحداث تغيير في بيئة الرياضة هناك.

وتابع: "نشأت في لبنان، ولم يكن من السهل متابعة مسيرتي في كرة المضرب بسبب قلة الموارد. آمل أن تُحدث نتائجي تغييراً، وتشجع المزيد من الشباب اللبناني على ممارسة اللعبة. كما أتمنى أن يلهم ذلك الاتحاد اللبناني للاستثمار أكثر في هذه الرياضة، ليصبح لبنان مركزاً لتطوير المواهب الشابة."

رحلة حبيب في بطولة أوستراليا المفتوحة ليست مجرّد محطة شخصية، بل هي رسالة فخر بلبنان. ومع إصراره الراسخ ودعم المجتمع اللبناني في ملبورن ولبنان وخارجه، يخطو حبيب خطوات ثابتة نحو ترك بصمة في عالم كرة المضرب.