سياسات لابورتا تقود برشلونة إلى حافة الهاوية

ويظل كلا من أولمو وفيكتور يرغبان في الاستمرار مع برشلونة، لكن تقارير تشير إلى أنهما "غاضبان جداً" من لابورتا، وقد اعترف لاعب الفريق رافينيا بأن الأزمة الحالية قد تؤثر على قرارات اللاعبين في المستقبل، قائلاً: "إذا كنت في نادٍ آخر ورأيت الوضع الذي نمر به، ربما أتساءل إذا كان الانضمام إلى هنا هو الخيار الأفضل".
ويحب نادي برشلونة أن يرى نفسه أكثر من مجرد نادٍ، بل قوة كروية تمثل الثقافة الكتالونية، إلا أن النادي سخر من هذا الشعار خلال العقد الأخير، فكان من المفترض أن يعمل لابورتا على إصلاح السمعة التي شوهها سلفه جوسيب ماريا بارتوميو، إلا أنه استمر في تدهور سمعة المؤسسة التي كانت فخراً ذات يوم.
تعاقدات متهورة
عندما بدأ لابورتا حملته الانتخابية في عام 2021، وعد بإعادة برشلونة إلى مبادئه الأساسية مثل "يوهان كرويف، "لا ماسيا"، كتالونيا، اليونيسيف، ومنظمة مهنية"، ومع ذلك، تبدو إدارته محكومة بالفشل والإخفاق، إذ لا تزال القرارات الكارثية تُتخذ والمال يُنفَق دون فائدة تذكر.
بالطبع، يعتبر أولمو لاعباً موهوباً، لكن تعاقد برشلونة معه لم يكن ضرورياً بالنظر إلى احتياجات الفريق، فقد كان النادي بحاجة إلى سد فجوات أخرى في الفريق، مثل جناح أيسر، وكانت الأولوية للاعب مثل نيكو ويليامز، لذلك، جاء التعاقد مع أولمو بمثابة خطوة يائسة لإرضاء جماهير النادي التي شعرت بالإحباط.
الرهانات الخطيرة
كانت هناك افتراضات سائدة بأن برشلونة سيجد دائماً طرقاً لتسجيل لاعبيه، حتى لو اضطروا لاستخدام الثغرات الاقتصادية، ومع ذلك، يظل السؤال: هل كان يجب على النادي أن يتخذ هذه الخطوة؟ نعم، برشلونة تمكّن من إنجاز التعاقدات، لكن ذلك تم على حساب الاستقرار المالي للنادي.
في الصيف الماضي، كانت الحسابات المالية لبرشلونة تظهر فجوة بلغت 100 مليون يورو، ومع ذلك، تم دفع 55 مليون يورو إضافية للتعاقد مع أولمو، وهو ما يبدو غير منطقي من الناحية المالية، وكان من الأفضل للنادي التركيز على لاعبي الأكاديمية وتطويرهم بدلاً من إنفاق أموال لم تكن لديهم.
غضب الجماهير والمستقبل المجهول
أدى سوء الإدارة إلى تدهور صورة برشلونة على الساحة العالمية، فهناك مجموعة من مشجعي الفريق أصدرت بياناً أكدت فيه أن "الأضرار التي لحقت بسمعة النادي لا يمكن إصلاحها"، مشيرة إلى أن الوعود الكاذبة والقرارات غير المدروسة أدت إلى "حلقة مفرغة" من عدم الاستقرار.
المشكلة التي يعاني منها النادي الآن هي غياب خطة مالية واضحة أو استراتيجية طويلة الأمد لضمان الاستقرار، فالجماهير ترغب في إنهاء الوعود الفارغة والبيع غير المسؤول للأصول التي تهدد نموذج الملكية الجماعية، والذي طالما كان فخر برشلونة.
الركض وراء الربح
رغم أن لابورتا كان قد أكد عزمه على إصلاح الوضع المالي في "كامب نو"، فإن تصرفاته في الواقع تظهر عكس ذلك، فبدلاً من إعادة النادي إلى جذوره وتطوير لاعبي الأكاديمية، ركّز على التعاقدات الباهظة، مثل روبرت ليفاندوفسكي، دون النظر إلى العواقب المالية المترتبة عليها.
رغم فوز الفريق بلقب الدوري في الموسم الماضي، يظل السؤال الأهم: هل كانت التكلفة التي دفعها برشلونة في سبيل ذلك جديرة بالثمن؟
نهاية غير مطمئنة
بدلاً من التركيز على تطوير لاعبي الأكاديمية على المدى البعيد، وجد برشلونة نفسه الآن في أزمة مالية خانقة، وربما كان بإمكان لابورتا تجنب هذه الوضعية إذا تمسك بمبادئه ووفى بوعوده للجماهير، ولكن مع استمرار هذه الأزمة، يواجه برشلونة تحديات أكبر وأخطر في المستقبل.
وبينما يستعد الفريق لمباراة نصف نهائي كأس السوبر الإسباني ضد أتليتيك بلباو، يرغب النادي لاستعادة القيم التي جعلته مميزاً، بعد أن مر بضرر كبير بسبب أخطاء إدارته.