البحرين نموذج نجاح رياضي ملهم

البحرين هي الدولة الأصغر من حيث المساحة بين دول الشرق الأوسط، لكن ما تحصده من إنجازات رياضية تخطّى حدود المنطقة العربية، فجعلها نموذجاً لكيفية انتقال عدوى النجاحات من رياضة لأخرى؛ وهو ما أظهرته خلال عام 2024، ومع بداية عام 2025، التي شهدت تتويج منتخب كرة القدم بلقب "خليجي 26" ليكون اللقب الثاني للبلاد عبر تاريخ مشاركاتها في كأس الخليج، والثاني أيضاً خلال آخر 3 نسخ. 

نجاح منتخب كرة القدم البحريني ليس إلا استمراراً لتألّق الكثير من الرياضيين البحرينيين؛ ففي 2024 احتفل البحرينيون بمضاعفة حصيلتهم من الميداليات الأولمبية ليرتفع العدد من 4 إلى 8، مع حصد 4 ميداليات في أولمبياد باريس، منها ذهبيّتان عبر العداءة وينفريد يافي في سباق الـ 3000 متر موانع، والرياضي أحمد تاج الدين في المصارعة، إضافة إلى فضية سلوى عيد ناصر في سباق الـ 400 متر سيّدات، وبرونزية غور ميناسيان في رفع الأثقال (وزن فوق الـ 102 كيلوغرام)، ليحصل البحرينيون على المركز الـ33 عالمياً، والأول عربياً على جدول الميداليّات. 

على صعيد المنتخبات، يحلّ منتخب البحرين لكرة القدم في المركز الخامس ضمن مجموعته على بعد نقطة واحدة من الوصيف أوستراليا في الدور النهائي المؤهّل لكأس العالم. وفي هذا العام، سيواجه البحرينيون كلاً من اليابان وإندونيسيا والسعودية والصين في 4 مباريات نهائية، يأملون فيها حصد التأهّل للمونديال، علماً بأن البحرين كانت قد خاضت الملحق العالمي مرتين في دورتي 2006 و2010. 

ولم يقتصر النجاح العام الماضي على منتخب كرة القدم، إذ فاز منتخب كرة السلة بلقب كأس الخليج، ليكون هذا اللقب استمراراً للتطوّر الواضح في مستوى المنتخب خلال السنوات الأخيرة، كما تأهّل منتخب اليد لكأس العالم 2025، والذي تبدأ منافساته في الـ14 من الشهر الجاري. 

منتخب الطائرة رسم البسمة أيضاً على وجوه البحرينيين مع فوزه بالبطولة العربية للمرة الثالثة في تاريخه، كما توّج سمو الأمير ناصر بن حمد آل خليفة بطلاً للعالم في سباق القدرة لمسافة الـ 1600 كيلومتر، وحصد الذهب العالمي في بطولة مون بازيه التي استضافتها فرنسا. 

وفي آذار (مارس) 2024، تمّ الإعلان عن شراء شركة ممتلكات لشركة "ماكلارين غروب" أي قبل أشهر من تتويج فريق ماكلارين ببطولة العالم للفورمولا1، علماً بأنّ البحرين كانت أوّل دولة عربية تستضيف سباقاً في بطولة العالم للفورمولا1 عام 2004. 

نجاح البحرينيين لا يقتصر على داخل الملعب فقط؛ فحين نذكر رياضة البحرين لا بدّ لنا من ذكر الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الذي يترأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم منذ عام 2013، إضافة إلى عضوية اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي لكرة القدم، مما يمثّل نجاحاً بحرينياً باهراً في قيادة إحدى أكبر المنظومات الرياضية على مستوى العالم. 

من دولة لا تتجاوز مساحتها الـ 787 كيلومتراً، نجح البحرينيون في صناعة نجاحات رياضية بارزة مع آمال كبيرة بأن يكون عام 2025 فرصة لمواصلة الإنجازات الماضية.