يتميز الدوري الإنكليزي هذا الموسم بنكهة خاصة أضفت عليه المزيد من المتعة والتشويق مقارنةً بالمواسم السابقة؛ فقد باتت العديد من الفرق التي اعتادت البقاء في وسط الجدول، تنافس بقوّة على المراكز الأربعة الأولى، فازاددت حدّة المنافسة واشتعل الصراع وصعبت المهمة على الفرق الكبرى.
هذا التنافس الشرس أدّى إلى تغييرات مستمرّة في ترتيب الأندية من جولة إلى أخرى، وبات من الصعب التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور في نهاية المطاف.
ويُعدّ نيوكاسل يونايتد واحداً من أبرز الفرق التي نجحت في تحقيق ذلك، إذ يعيش واحدة من أفضل فتراته حالياً في الدوري الإنكليزي تحت قيادة مدربه إيدي هاو.
لكن، في ظل وجود عدة فرق تمتلك فرصة حقيقية للمنافسة على المراكز الأولى، ومع تقارب المستويات، بالإضافة إلى إمكانية تحسن نتائج بعض الفرق بعد إبرام صفقات جديدة خلال فترة الانتقالات الحالية، يبرز السؤال الأهم: هل يستطيع نيوكاسل الحفاظ على استمراريته في هذه المنافسة الشرسة، أم يواجه تراجعاً في الأداء ويكتفي بإنهاء الموسم في أحد المراكز الوسطى؟
على الرغم من أنّ هناك أكثر من فريق يمتلك فرصة للوصول إلى المربع الذهبي في جدول الدوري الإنكليزي، يبدو نيوكاسل الأقرب لتحقيق هذا الهدف وإنهاء الموسم ضمن الأربعة الكبار.
في بداية الموسم، تعرّض إيدي هاو لانتقادات حادة وصلت إلى حدّ المطالبة بإقالته بسبب تذبذب أداء الفريق وتراجع نتائجه، لكنه اختار العمل بهدوء بعيداً من الضغط الإعلامي، وتمكن من ابتكار منظومة قويّة تعتمد على الإمكانيات المتوفرة لديه.
وراهن هاو على الصبر والترقب لتحقيق النتائج المرجوّة، ومع مرور الوقت تدريجاً، أثبت قدرته على استغلال تعثر منافسيه للتسلّل نحو المراكز الأربعة الأولى.
المدرب الإنكليزي يعتمد في أسلوبه الفني على فلسفة متميزة تجمع بين القوّة البدنية والفنيات التكتيكية داخل الملعب، وبفضل رؤيته المختلفة وتنظيمه المحكم، نجح في تحويل نيوكاسل إلى فريق مترابط يمتلك صلابة دفاعية يصعب اختراقها، وهجوماً شرساً لا يمكن التصدي له.
أثمرت جهود هاو بشكل واضح أخيراً، حيث نجح في مقارعة الكبار، وتمكن من تحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية التي عززت موقع الفريق في المراحل الأخيرة من الدوري الإنكليزي، والتي كان أبرزها انتزاع نقطة ثمينة أمام ليفربول القوي رغم صعوبة المباراة التي كان قريباً من تحقيق الفوز بها.
ومع استمرار الأداء التصاعدي الذي يقدمه نيوكاسل بقيادة هاو الذي يولي اعتماده الكلي على سياسة الصبر، وشجاعته في فرض أسلوبه الخاص على منافسيه، فإنّ الفريق قد يكون الأبرز من بين جميع الفرق الأخرى الذي يمتلك روح الاستمرارية في المنافسة على البقاء في المربع الذهبي.
نبض