رياضة
27-12-2024 | 07:10
2 ديسمبر 2010: قطر تُدخل المونديال إلى العالم العربي
عامان مرّا على ختام إحدى أهم نسخ من نهائيات كأس العالم، حيث تخطّى الإبهار القطري كل الحواجز، وشكّل فاتحة للمغرب والسعودية في نيل شرف تنظيم البطولة عامي 2030 و2034 توالياً.

نجاح قطر في تنظيم مونديال 2022 تخطّى التوقعات
يؤكّد كثيرون من المحللين والمسؤولين الرياضيين، أنّ النسخة المونديالية الـ 22 التي تُوّج بلقبها المنتخب الأرجنتيني للمرّة الثالثة في تاريخه، تُعدّ الأنجح لما لها من إرث لا يزال يُستفاد منه على مختلف النواحي وليس فقط رياضياً بل ثقافياً وإنسانياً، حيث رسخت مكانة الإمارة العنابية ودورها، بصفتها وجهة رائدة لإقامة أهم البطولات والفعاليات فضلاً عن تصدير الثقافة القطرية والعربية واندماجها بثقافات العالم.
تحدّي النطاق الجغرافي
وهذا ما يطمح إليه المغرب الذي سيتشارك التنظيم مع شبه الجزيرة الإيبيرية، والسعودية التي ستحتضن المنافسات وحدها بعد عقد من الزمن، عبر الانفتاح على العالم وتصدير المزيد من الثقافات العربية، ولا سيما أنّ كلا البلدين يمتلكان حضارة عمرها مئات السنين.
النجاح القطري المنقطع النظير، شكّل أيضاً تحدّياً كبيراً لأي دولة ترغب في احتضان المنافسات الرياضية الأهم، انطلاقاً من النسخة المقبلة في دول أميركا الشمالية الثلاث، وإن كانت الفوارق الجغرافية شاسعة، حيث أتيحت في قطر مشاهدة مباراتين في يوم واحد لأي شخص، بفعل لإقامة البطولة في نطاق جغرافي صغير جداً بلغ شعاعه 55 كيلومتراً حول العاصمة الدوحة.
هذا ما يصعب إن لم يكن مستحيلاً في النسختين المقبلتين، نظراً إلى توزع البطولة على دول عدة، إنما في السعودية ثمة فرص مشابهة، ولا سيما أنّ العاصمة الرياض التي ستضمّ 8 ملاعب من أصل 15 مرشحة لاستضافة المباريات، فضلاً عن مدن جدة والخبر وأبها ونيوم.
وساهم التقارب الجغرافي بين الملاعب في الانتقالات بسهولة كبيرة، إذ استطاع مترو الدوحة وشبكة ترام لوسيل أن يقدّما خلال الـ12 يوماً الأولى 8.38 ملايين رحلة، واستقبلا خلالها حوالى 707.32 راكباً يومياً.
أرقام يصعب تخطّيها
تُعدّ قطر أصغر دولة تستضيف كأس العالم في تاريخ البطولة، ومع ذلك استثمرت أموالاً أكثر في هذا الحدث إلى حدّ بعيد، عبر بناء بنى تحتية رياضية ومدنية، إضافة إلى عائدات اقتصادية. وصرفت الإمارة على تنظيم المونديال حينها نحو 220 مليار يورو، وفقاً لتحقيق أجرته وسيلة الإعلام المتخصصة "فرونت أوفيس سبورت"، علماً أنّ البرازيل صرفت 15 مليار يورو في نسخة 2014، ثم روسيا في عام 2018 بـ11 مليار يورو.
نجاح المونديال القطري تجلّى أيضاً في الحضور الجماهيري الكبير في مختلف المباريات مع تسجيل رقم لم يُسجّل منذ نهائي مونديال أميركا 1994 بحضور 88966 متفرّج في مباراة الأرجنتين والمكسيك. وفي المجمل، تجاوز المونديال القطري الحضور الجماهيري في مونديالي جنوب أفريقيا 2010 وروسيا 2018، ليصبح ثالث مونديال عبر التاريخ من حيث الحضور الجماهيري بعد الولايات المتحدة 1994 (3587538 متفرّجاً) والبرازيل 2014 (429873 متفرّجاً)، فيما بلغ عدد الحضور الجماهيري في قطر (3404252 متفرّجاً).
هذه النجاحات تصدّرها قطر إلى المغرب والسعودية، وقد عملت اللجنة العليا للمشاريع والإرث على تزويد البلدين العربيين بـ"نقل المعرفة"، وإلقاء الضوء على التجربة القطرية في تنظيم النسخة الأفضل في التاريخ الحديث للبطولة، ولا سيما لجهة المجالات الرئيسية، مثل البنية التحتية، بما في ذلك الملاعب المونديالية، وملاعب التدريب، ومرافق الإقامة، ووسائل النقل والمواصلات، وإدارة الضيوف والقوى العاملة والمتطوّعين، والقوانين والتشريعات التمكينية لمونديال قطر 2022، إضافة إلى الخبرات الإدارية والتشغيلية.
توحيد الشعوب
ويؤكّد الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث حسن الذوادي، أنّ استضافة البطولة وحّدت الشعوب من مختلف الثقافات والخلفيات والانتماءات، وجمعت العالم بأسره. وأضاف: "لقد كانت لدينا طموحات كبيرة، وعقدنا العزم على تنظيم استضافة مبهرة لكأس العالم في قطر، ونفخر بأننا نجحنا في ما تطلعنا إليه، وحققنا إنجازات استثنائية لاقت صدى وإشادة عالمية واسعة".
وأردف: "إنّ توحيد الناس على اختلاف أعراقهم ولغاتهم ودياناتهم، وكسر الحواجز الاجتماعية بينهم، وسد الفجوة بين الشرق والغرب، تأتي كلها ضمن الإرث المستدام لأوّل نسخة من المونديال يستضيفها العالم العربي".
وأخيراً، أطلق الاتحاد الدولي "فيفا" مشروع صندوق كأس العالم 2022، بتمويل قدره 50 مليون دولار، من أجل تنفيذ سلسلة من البرامج التعليمية، بالتعاون مع دولة قطر، وثلاث منظمات عالمية، تشمل منظمتي الصحة العالمية، والتجارة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويتمثل الهدف من الصندوق وشراكته مع الجهات المعنية، في مساعدة "فيفا" في تحقيق نتائج تتخطّى حدود الملعب، إضافة إلى تقديم الدعم للمنظمات العالمية لتوسيع آثارها الاجتماعية والتنموية لتشمل مختلف أنحاء العالم.
خطط سعودية رائدة
ومن بين الخطط التي جهّزتها المملكة، إقامة كأس العالم 2034 في الشتاء، على غرار ما فعلته قطر في نسخة 2022. وتصل درجات الحرارة صيفاً، في دول الخليج عامة والسعودية بخاصة، إلى أكثر من 50 درجة، وهو ما يشكّل تخوّفاً لدى "فيفا". لذلك، فإن من المرجح إقامة هذا الحدث المونديالي، في الشتاء. وعلى الرغم من ذلك، أكّد ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إمكانية إقامة كأس العالم 2034 في المملكة صيفاً وذلك بتوسيع الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة.
وتقدّم السعودية رؤية حديثة لاستضافة بطولة "كأس العالم 2034" التي تسعى عبرها إلى توحيد وإلهام العالم، والوصول إلى كل زاوية فيه، بطريقة تحترم وتطوّر وتعزز اللعبة العالمية، وتبرز هذه الرؤية في شعار ملف الترشح "النمو معاً"، وتنقسم إلى 3 محاور رئيسية: "تنمية الأفراد معاً"، و"تنمية كرة القدم معاً"، و"تنمية الروابط معاً".
وكما أوضح مقدمو الملف، فإنّ هذه الرؤية تُعدّ جزءاً من المشروع الوطني الاستراتيجي "رؤية 2030" وامتداداً لها، بهدف فتح آفاق جديدة للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية للجميع، ويستند إلى 3 ركائز أساسية هي: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.
تنمية وتحديث
أما في المغرب، فإنّ استضافة الحدث ستكون لها انعكاسات تنموية كبيرة على البلاد، حيث ارتفع حجم التحوّل الذي تشهده مجموعة من المدن الرئيسة، لا سيما المعنية بتنظيم المونديال، من خلال المشاريع الكبيرة المفتوحة لتوسيع وتحديث البنية التحتية للنقل والإقامة وفق استراتيجية شاملة، إضافة إلى أنّ المغرب يُعدّ من أهم الوجهات السياحية العالمية، ويتوفر فيه مقومات كبيرة لأجل إنجاح الحدث، ولعل أبرزها بناء الملاعب الكبيرة، بينها ملعب بنسليمان الذي يُتوقع أن يتسع إلى 115 ألف متفرّج ويرجح أن يحتضن النهائي.
تحدّي النطاق الجغرافي
وهذا ما يطمح إليه المغرب الذي سيتشارك التنظيم مع شبه الجزيرة الإيبيرية، والسعودية التي ستحتضن المنافسات وحدها بعد عقد من الزمن، عبر الانفتاح على العالم وتصدير المزيد من الثقافات العربية، ولا سيما أنّ كلا البلدين يمتلكان حضارة عمرها مئات السنين.
النجاح القطري المنقطع النظير، شكّل أيضاً تحدّياً كبيراً لأي دولة ترغب في احتضان المنافسات الرياضية الأهم، انطلاقاً من النسخة المقبلة في دول أميركا الشمالية الثلاث، وإن كانت الفوارق الجغرافية شاسعة، حيث أتيحت في قطر مشاهدة مباراتين في يوم واحد لأي شخص، بفعل لإقامة البطولة في نطاق جغرافي صغير جداً بلغ شعاعه 55 كيلومتراً حول العاصمة الدوحة.
هذا ما يصعب إن لم يكن مستحيلاً في النسختين المقبلتين، نظراً إلى توزع البطولة على دول عدة، إنما في السعودية ثمة فرص مشابهة، ولا سيما أنّ العاصمة الرياض التي ستضمّ 8 ملاعب من أصل 15 مرشحة لاستضافة المباريات، فضلاً عن مدن جدة والخبر وأبها ونيوم.
وساهم التقارب الجغرافي بين الملاعب في الانتقالات بسهولة كبيرة، إذ استطاع مترو الدوحة وشبكة ترام لوسيل أن يقدّما خلال الـ12 يوماً الأولى 8.38 ملايين رحلة، واستقبلا خلالها حوالى 707.32 راكباً يومياً.
أرقام يصعب تخطّيها
تُعدّ قطر أصغر دولة تستضيف كأس العالم في تاريخ البطولة، ومع ذلك استثمرت أموالاً أكثر في هذا الحدث إلى حدّ بعيد، عبر بناء بنى تحتية رياضية ومدنية، إضافة إلى عائدات اقتصادية. وصرفت الإمارة على تنظيم المونديال حينها نحو 220 مليار يورو، وفقاً لتحقيق أجرته وسيلة الإعلام المتخصصة "فرونت أوفيس سبورت"، علماً أنّ البرازيل صرفت 15 مليار يورو في نسخة 2014، ثم روسيا في عام 2018 بـ11 مليار يورو.
نجاح المونديال القطري تجلّى أيضاً في الحضور الجماهيري الكبير في مختلف المباريات مع تسجيل رقم لم يُسجّل منذ نهائي مونديال أميركا 1994 بحضور 88966 متفرّج في مباراة الأرجنتين والمكسيك. وفي المجمل، تجاوز المونديال القطري الحضور الجماهيري في مونديالي جنوب أفريقيا 2010 وروسيا 2018، ليصبح ثالث مونديال عبر التاريخ من حيث الحضور الجماهيري بعد الولايات المتحدة 1994 (3587538 متفرّجاً) والبرازيل 2014 (429873 متفرّجاً)، فيما بلغ عدد الحضور الجماهيري في قطر (3404252 متفرّجاً).
هذه النجاحات تصدّرها قطر إلى المغرب والسعودية، وقد عملت اللجنة العليا للمشاريع والإرث على تزويد البلدين العربيين بـ"نقل المعرفة"، وإلقاء الضوء على التجربة القطرية في تنظيم النسخة الأفضل في التاريخ الحديث للبطولة، ولا سيما لجهة المجالات الرئيسية، مثل البنية التحتية، بما في ذلك الملاعب المونديالية، وملاعب التدريب، ومرافق الإقامة، ووسائل النقل والمواصلات، وإدارة الضيوف والقوى العاملة والمتطوّعين، والقوانين والتشريعات التمكينية لمونديال قطر 2022، إضافة إلى الخبرات الإدارية والتشغيلية.
توحيد الشعوب
ويؤكّد الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث حسن الذوادي، أنّ استضافة البطولة وحّدت الشعوب من مختلف الثقافات والخلفيات والانتماءات، وجمعت العالم بأسره. وأضاف: "لقد كانت لدينا طموحات كبيرة، وعقدنا العزم على تنظيم استضافة مبهرة لكأس العالم في قطر، ونفخر بأننا نجحنا في ما تطلعنا إليه، وحققنا إنجازات استثنائية لاقت صدى وإشادة عالمية واسعة".
وأردف: "إنّ توحيد الناس على اختلاف أعراقهم ولغاتهم ودياناتهم، وكسر الحواجز الاجتماعية بينهم، وسد الفجوة بين الشرق والغرب، تأتي كلها ضمن الإرث المستدام لأوّل نسخة من المونديال يستضيفها العالم العربي".
وأخيراً، أطلق الاتحاد الدولي "فيفا" مشروع صندوق كأس العالم 2022، بتمويل قدره 50 مليون دولار، من أجل تنفيذ سلسلة من البرامج التعليمية، بالتعاون مع دولة قطر، وثلاث منظمات عالمية، تشمل منظمتي الصحة العالمية، والتجارة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويتمثل الهدف من الصندوق وشراكته مع الجهات المعنية، في مساعدة "فيفا" في تحقيق نتائج تتخطّى حدود الملعب، إضافة إلى تقديم الدعم للمنظمات العالمية لتوسيع آثارها الاجتماعية والتنموية لتشمل مختلف أنحاء العالم.
خطط سعودية رائدة
ومن بين الخطط التي جهّزتها المملكة، إقامة كأس العالم 2034 في الشتاء، على غرار ما فعلته قطر في نسخة 2022. وتصل درجات الحرارة صيفاً، في دول الخليج عامة والسعودية بخاصة، إلى أكثر من 50 درجة، وهو ما يشكّل تخوّفاً لدى "فيفا". لذلك، فإن من المرجح إقامة هذا الحدث المونديالي، في الشتاء. وعلى الرغم من ذلك، أكّد ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إمكانية إقامة كأس العالم 2034 في المملكة صيفاً وذلك بتوسيع الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة.
وتقدّم السعودية رؤية حديثة لاستضافة بطولة "كأس العالم 2034" التي تسعى عبرها إلى توحيد وإلهام العالم، والوصول إلى كل زاوية فيه، بطريقة تحترم وتطوّر وتعزز اللعبة العالمية، وتبرز هذه الرؤية في شعار ملف الترشح "النمو معاً"، وتنقسم إلى 3 محاور رئيسية: "تنمية الأفراد معاً"، و"تنمية كرة القدم معاً"، و"تنمية الروابط معاً".
وكما أوضح مقدمو الملف، فإنّ هذه الرؤية تُعدّ جزءاً من المشروع الوطني الاستراتيجي "رؤية 2030" وامتداداً لها، بهدف فتح آفاق جديدة للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية للجميع، ويستند إلى 3 ركائز أساسية هي: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.
تنمية وتحديث
أما في المغرب، فإنّ استضافة الحدث ستكون لها انعكاسات تنموية كبيرة على البلاد، حيث ارتفع حجم التحوّل الذي تشهده مجموعة من المدن الرئيسة، لا سيما المعنية بتنظيم المونديال، من خلال المشاريع الكبيرة المفتوحة لتوسيع وتحديث البنية التحتية للنقل والإقامة وفق استراتيجية شاملة، إضافة إلى أنّ المغرب يُعدّ من أهم الوجهات السياحية العالمية، ويتوفر فيه مقومات كبيرة لأجل إنجاح الحدث، ولعل أبرزها بناء الملاعب الكبيرة، بينها ملعب بنسليمان الذي يُتوقع أن يتسع إلى 115 ألف متفرّج ويرجح أن يحتضن النهائي.
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
العالم العربي
9/15/2025 8:43:00 PM
خلف الحبتور: في موقف يعكس غطرسة لا حدود لها، يخرج رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ليأمر سكان غزة بإخلاء مدينتهم، وكأنها ملك له يوزع أهلها كما يشاء
المشرق-العربي
9/12/2025 12:25:00 PM
إقفال منتجع "إكس بيتش" في منطقة وادي قنديل في محافظة اللاذقية.
شمال إفريقيا
9/15/2025 11:56:00 AM
محاكمة سيدة متهمة بقتل زوجها وأطفاله الستة في قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا
لبنان
9/14/2025 2:53:00 PM
تغيير مسار طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط المتجهة من بيروت إلى مطار هيثرو في لندن بسبب عارض صحي أصاب أحد الأطفال