تُعدّ بطولة كأس الخليج لكرة القدم واحدة من أبرز المحافل الرياضية في المنطقة العربية، رغم أنها لا تُدرج ضمن التصنيفات العالمية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). ومع ذلك، تحظى هذه البطولة بمنافسة قوية وحماس غير محدود بين المنتخبات المشاركة، ما يجعلها حدثاً رياضياً فريداً في الشرق الأوسط.

ومع كلّ دورة جديدة، تُضاف فصول جديدة إلى تاريخ طويل مليء باللحظات المؤثرة التي تجمع بين الجمهور واللاعبين في مهرجان رياضي يعكس شغف الشباب الخليجي وحبّهم لمنتخباتهم الوطنية، إذ تظلّ هذه البطولة محطّة هامّة في تاريخ كرة القدم الخليجية، حيث تجسّد الروح الرياضية والولاء الجماهيريّ، وتبقى لحظاتها محفورة في ذاكرة الجميع، تتجدّد في كلّ بطولة بأحداث وأبطال جدد.

البداية مع "خليجي 1" في 1970
انطلقت أولى بطولات كأس الخليج في 27 آذار (مارس) 1970، حيث استضافت البحرين المسابقة بمشاركة أربعة منتخبات هي الكويت، السعودية، قطر، والبلد المضيف البحرين. وقد شهدت هذه النسخة بداية المنافسات الشرسة التي استمرّت على مرّ السنين، ونجحت الكويت في التتويج باللقب الأوّل، ليبدأ تاريخ طويل من الحماس والتحدّي بين المنتخبات الخليجية.

اللحظات التاريخيّة والانسحابات
أمّا في البطولة الثانية التي أقيمت في السعودية عام 1972، فقد سُجلت أوّل حالة انسحاب، حيث انسحبت البحرين في مباراتها ضدّ السعودية، وشُطبت نتائجها، ليواصل منتخب الكويت تصدّره البطولة ويحصد اللقب.

ثم تكرّرت حالات الانسحاب في البطولات التالية، بما في ذلك العراق الذي انسحب قبل الدورة السادسة، والسعودية التي غابت عن البطولة العاشرة، بالإضافة إلى انسحاب العراق مجدّداً في بطولة 1988.

أكبر حضور جماهيريّ في 1988
تُعدّ المباراة الافتتاحية للدورة التاسعة في السعودية عام 1988 من أبرز اللحظات في تاريخ كأس الخليج، حيث شهدت أكبر حضور جماهيري في تاريخ البطولة، إذ تجاوز عدد المشجّعين 70 ألف متفرّج، ليكون هذا الرقم القياسيّ شاهداً على مدى الجماهيرية التي تحظى بها هذه البطولة.

تقويم الدورة الـ16
أمّا الدورة رقم 16 التي استضافتها الكويت، فقد كانت أيضاً استثنائية بسبب التقويم، إذ بدأت في أواخر عام 2003 وانتهت في بداية عام 2004، لتكون واحدة من البطولات التي أثارت الكثير من التعليقات والذكريات بين الجماهير.

الألقاب الخليجيّة فرحة لا تُنسى
حلم الفوز باللقب الخليجيّ يظلّ عزيزاً على قلوب كلّ المنتخبات، إذ نالت كلّ الدول الألقاب عدا البحرين واليمن. وكانت الكويت أولى المنتخبات التي حقّقت اللقب، فيما انتظر العراق حتّى البطولة الرابعة ليتوّج باللقب الأوّل، وأحرزت السعودية اللقب في الدورة 12، وقطر في الدورة 11، والإمارات في البطولة 18، وسلطنة عمان في البطولة 19، التي استضافتها.

الكويت تاريخ وألقاب
وتبقى الكويت صاحبة الرقم القياسيّ في عدد الألقاب، إذ فازت بـ10 ألقاب، وهي الوحيدة التي احتفظت بكأس البطولة إلى الأبد بعد فوزها بستّ بطولات قبل تعديل نظام الاحتفاظ بالكأس، وتلك اللحظات المميّزة ستظلّ محفورة في ذاكرة جماهير "الأزرق".

عودة العراق في 2004
في بطولة 2004 التي استضافتها قطر، شهدت البطولة عودة المنتخب العراقيّ بعد غياب دام ستّ بطولات بسبب حرب الخليج، هذه الدورة شهدت أيضاً إضافة اليمن إلى قائمة المنتخبات المشاركة، ليصبح عدد المنتخبات في البطولة ثمانية للمرّة الأولى.

قطر تُحقّق اللقب الثالث في 2014
تُوّجت قطر بلقبها الثالث في تاريخ كأس الخليج في "خليجي 22" بعد فوزها على السعودية 2-1 في النهائيّ الذي أُقيم على إستاد الملك فهد في الرياض. هذا اللقب كان الأوّل لقطر خارج أرضها، ليصبح ثاني ألقابها بعد فوزها في 1992 و2004 على أرضها، ليصل عدد ألقابها إلى 3، متساوية مع العراق والسعودية.

ليلة عُمانيّة تاريخيّة في "خليجي 23"
في "خليجي 23" في الكويت، عاش الجمهور العماني ليلة لا تُنسى بعد فوز منتخبهم على الإمارات بركلات الترجيح 5-4 في النهائي، نتيجة تعادل الفريقين سلباً في الوقتين الأصلي والإضافي. وكان الحارس العماني فايز الرشيدي بطل المباراة بتصدّيه لركلتي جزاء، ليمنح عمان اللقب الثاني في تاريخها.

البحرين تكتب تاريخها في 2019
وفي "خليجي 24" التي أقيمت في قطر، تحقّق حلم البحرين الكبير بفوزها بلقبها الأوّل في تاريخ البطولة بعد 49 عاماً من الانتظار. فاز "الأحمر" البحريني على السعودية بهدف وحيد في النهائيّ، ليكتب اسمه في تاريخ البطولة، ورغم خسارته في دور المجموعات أمام السعوديّة، استطاع البحرين الثأر في النهائيّ، ليحقّق اللقب الأوّل له في تاريخ كأس الخليج.