يحمل المنتخب القطري لكرة القدم تاريخاً مميزاً في بطولات كأس الخليج العربي، حيث كان من المنتخبات الدائمة الحضور منذ انطلاق النسخة الأولى في البحرين عام 1970. ومع اقتراب انطلاق البطولة بنسختها الـ26 التي تستضيفها الكويت من 21 كانون الأول (ديسمبر) الجاري حتى 3 كانون الثاني (يناير) المقبل، يواصل "العنابي" تأكيد حضوره كواحد من الأركان الرئيسية في البطولة.
بدأت حكاية المنتخب القطري منذ أيامها الأولى في النسخة التي أقيمت في البحرين عام 1970 بقيادة المدرب السوداني محمد حسن خيري. ورغم النتائج المتواضعة واحتلاله المركز الأخير، إلّا أنّ المشاركة حملت إنجازاً فردياً، حيث تمّ اختيار اللاعب خالد بلان كأفضل لاعب في البطولة.
ومع توالي الدورات الخليجية، برز التطور التدريجي عند المنتخب القطري، وفي النسخة الثالثة التي جرت في الكويت عام 1974، حقّق المنتخب القطري أول انتصار له وصعد إلى "البوديوم" للمرة الأولى بحصوله على البرونزية، ليحافظ عليها في نسخة الدوحة عام 1976.
انتظر "الأدعم" حتى "خليجي 11" التي عادت وأقيمت في الدوحة عام 1992 ليحقّق أول ألقابه. وجاء هذا التتويج بعد سلسلة من العروض القوية التي كسر بها احتكار منتخبي الكويت والعراق للبطولة. ونجح المنتخب في كتابة فصل جديد في تاريخ كرة القدم القطرية والخليجية.
انتظر المنتخب القطري 12 عاماً ليحقّق لقبه الثاني في البطولة، عندما استضافت قطر البطولة مرة أخرى. وكانت النسخة الأولى التي تشهد نظام المجموعتين. ونجحت قطر في التتويج بعد الفوز على عمان في المباراة النهائية بركلات الترجيح.
وفي نسخة السعودية 2014، أضاف المنتخب القطري اللقب الثالث إلى خزائنه. وتميز هذا الإنجاز بكونه الأول الذي يحقّقه خارج أرضه، حيث تجاوز عقبات الدور الأول ونصف النهائي ليهزم المنتخب السعودي في المباراة النهائية 2-1.
إخفاقات وتحدّيات
ورغم الإنجازات الكبيرة التي قدمتها قطر في البطولة الخليجية، شهدت مسيرة المنتخب في عدداً من النسخ عدة تحديات. ففي خليجي 14 (1998) وخليجي 21 (2013)، خرج المنتخب من دور المجموعات. وفي خليجي 7 (1984) خسر "العنابي" المباراة النهائية ضدّ العراق بركلات الترجيح.
أمّا في النسخة الأخيرة التي جرت في البصرة عام 2023، فشارك المنتخب القطري بالمنتخب الرديف وتمكّن من بلوغ المربّع الذهبي قبل الخسارة أمام المنتخب المضيف 2-1.
إحصائيّات بارزة
وخاض المنتخب القطري 114 مباراة في تاريخ البطولة، محقّقاً 43 انتصاراً و29 تعادلاً مقابل 42 خسارة. وسجّل لاعبوه 140 هدفاً، بينما استقبلت شباكه 136 هدفاً. هذه الأرقام تجعل المنتخب القطري ثاني أكثر الفرق مشاركةً بعد المنتخب الكويتي.
إرث مستمرّ
لا شكّ أن مسيرة المنتخب القطري في بطولات كأس الخليج تعكس تطوّر كرة القدم القطرية على مرّ العقود. ومع كلّ نسخة جديدة، يواصل "الأدعم" كتابة فصول جديدة في تاريخه الغني، مدفوعاً بطموحات جماهيره وإرثه الكبير في هذه البطولة الإقليمية المرموقة.
وعن البطولة المقبلة في الكويت
أعلن الاتحاد القطري لكرة القدم الأسبوع الماضي انتهاء العلاقة مع الإسباني "تينتين" ماركيز لوبيز مدرب المنتخب الأول وعين مساعده ومواطنه لويس غارسيا خلفاً له موقّتاً.
وأوضح الاتحاد القطري في بيان مقتضب "أن الاتفاق على تكيّف الإسباني لويس غارسيا مدرباً جديداً لقيادة "العنابي" في كأس الخليج السادسة والعشرين في الكويت".
وكان "تينتين" تولى تدريب المنتخب القطري منذ السادس من كانون الأول (ديسمبر) 2023 بديلاً للبرتغالي كارلوس كيروش الذي أقيل من منصبه قبلها، وقاد "العنابي" إلى الظفر بكأس آسيا 2023 التي جرت في الدوحة مطلع العام 2024 دون خسارة.
وقاد ماركيز المنتخب القطري في 17 مباراة فاز في 12 منها وتعادل في اثنتين، وخسر ثلاث مباريات.
وكانت الهزائم الثلاث لتينتين خلال المرحلة الثالثة من تصفيات مونديال 2026 الأمر الذي عقد وضعية المنتخب القطري الذي وجد نفسه في المركز الثالث في المجموعة الأولى متأخراً بفارق ثلاث نقاط عن الإمارات الثالثة وستّ عن أوزبكستان الثانية وتسع عن إيران المتصدر.
أمّا غارسيا فتولى تدريب نادي إسبانيول موسم 2022–2023 قبل أن يتعاقد معه الاتحاد القطري كمساعد لتينتين بطلب من الأخير بعد 20 يوماً من توليه المهمة.
ويدخل "العنابي" إلى النسخة الكويتية من البطولة ويضع اللقب نصب عينيه.
وفي ما يأتي قائمة المنتخب القطري المستدعاة لخليجي 26:
🇶🇦📋
— الاتحاد القطري لكرة القدم (@QFA) December 11, 2024
قائمة #العنابي الأولية المستدعاة
للمعسكر الإعدادي لخليجي زين 26.#جمهورنا_مصدر_قوتنا pic.twitter.com/i7Mcc5GPlE
نبض