
استبشر العكاريون في شمال لبنان ولاسيما منهم أبناء بلدات شدرا ومشتى حسن ومشتى حمود وصولا الى البقيعة في وادي خالد، ببدء تنفيذ قرار منع التهريب المتبادل للبضائع والمحروقات بين لبنان وسوريا، من طريق معابر غير شرعية.
وكانت عشرات الشاحنات عادت أدراجها ظهر أمس، بفعل التشدد في تنفيذ هذا القرار الذي بدا حتى اليوم، صامداً مع غياب الازدحام الكبير الذي شل شرايين المنطقة الحدودية والطرق المؤدية اليها في الأيام الأخيرة.
وكان الأهالي اشتكوا من واقع الحال السيئة بسبب ارتال شاحنات النقل الضخمة المحملة بالإسمنت وشتى أنواع البضائع، إضافة الى صهاريج المحروقات التي تقصد المناطق الحدودية لادخالها تباعاً الى الأراضي السورية عبر معابر التهريب غير الشرعية التي تعاود فتحها عصابات التهريب المتعاونة علي جانبي الحدود، من أجل إمرارها بحمولاتها الى الداخل السوري، لتعود الى الأراضي اللبنانية محملة أيضاً بشتى أنواع البضائع من سوريا الى لبنان ولاسيما منها الخضر وخردة الحديد .
وسألوا لماذا يجري خرق القرارات التي اتخذها الجيش اللبناني بتحديد مواقيت لعبور الشاحنات عبر حاجز القوة المشتركة لضبط الحدود ومراقبتها عند مدخل بلدة شدرا، والتي حظرت على الشاحنات العبور إلا بعد التاسعة صباحاً، وما بين الساعة الواحدة والثالثة بعد ظهر كل يوم، كي يتسنى للأهالي والأساتذة والتلامذة وطلاب الجامعات والموظفين الذهاب الى مدارسهم وأعمالهم والعودة منها بشكل سلس ومن دون تأخير؟
غير ان عدم التقيد بالمواقيت تسبب بزحمة واختناقات مرورية عطلت حياة الاهالي خصوصاً في شدرا التي تتحمل العبء الأكبر، ذلك أن الشاحنات تتراصف أمام المنازل والمحلات التجارية فيما أصوات محركاتها الضخمة تخنق الأجواء، إضافة الى ما تثيره من أدخنة وغبار وما تتسبب به من أذى وتلوث بيئي وأضرار بالطريق الرئيسية غير المجهزة لتحمل ضغط حمولات مئات الأطنان يومياً.
وكان الاهالي قد تمنوا على قيادة الجيش والجهات الرسمية المعنية اتخاذ الاجراءات الكفيلة حل هذه المشكلة، وضبط الوضع المتفاقم يوماً بعد يوم.