مي شدياق في الذّكرى العشرين لمحاولة اغتيالها: تضحياتنا ستثمر ولبنان سيبقى رمز الفرح والازدهار

برعاية رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، نظّم جهاز الإعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" مناسبة في الذكرى العشرين لمحاولة اغتيال الإعلامية مي شدياق، تحت عنوان "المناسبة التي تحولت إلى انتصار للحقّ على الباطل وللحريّة على القمع"، في فندق Citea Hotel - Achrafieh في 25 أيلول 2025. وكانت مناسبة تحدّث فيها عددٌ من الحاضرين بعد الاستماع إلى النشيد الوطني اللبناني ونشيد "القوات اللبنانية".
وألقى النائب أشرف ريفي كلمة في المناسبة، قال فيها إنّ "السيدة المناضلة الوزيرة السابقة مي شدياق التي رغم جراحها وإصاباتها البليغة بقيت صامدة ومناضلة ومثابرة على مواجهة الشر، وهي بصمودها ووطنيتها تعطي مثالاً حياً لنموذج المواطن اللبناني المؤمن بقضيته والمؤمن بوطنه".
تابع ريفي: "لكِ منّي ومن كلّ الشرفاء تحية إكبار وتقدير أيتها السيدة الوزيرة الصامدة والمكافحة، تشكّلين نموذجاً لطائر الفينيق الذي يخرج من بين الرماد ليقول إن إرادة الحياة عند اللبنانيين الشرفاء أقوى من مشاريعكم اللاوطنية واللاعاقلة واللامنطقية". واعتبر أن "لبنان يخرج من النفق المظلم وليكن هذا اليوم لإعلان ولادة عهد الحرية، لبنان الـ10452 كلم2 سيعود إلى جميع أبنائه مسلمين ومسيحيين. كما صمد لبنان ليعيش بكرامة هكذا أنا يا أميرة المناضلين مي شدياق، جراحك لم تكن ضعفاً إنما أزهرت في جسد الوطن الجريح قوة وعزيمة لا تقهر".
ثم كانت كلمة العميد المتقاعد خليل الحلو، قال فيها إن "النضال لا يتوقف والمناضل ليس بالضرورة أن يكون وزيراً أو نائباً، إنما يستطيع أن يناضل من مكانه وأن يؤثر على الرأي العام أكثر من الموجودين في المراكز الذين يديرون الأمور اليومية، لكن ليس كلهم لديهم صفة القيادة. الوزيرة السابقة مي شدياق أثرت وتؤثر وستؤثر على الرأي العام، ونحن اليوم حتى نتذكر ما أصابها، ولنتذكر الشهيد الحي الوزير السابق مروان حماده والشهداء الذين سقطوا خلال ثورة الأرز وما قبلها وما بعدها ونؤدي تحية للشهداء الذين توحدوا بشهادتهم وللأحياء الذين توحدوا ليواجهوا الاحتلالات فكانوا واجهوا النظام السوري السابق الذي انتهى ويواجهون حالياً الهيمنة الإيرانية التي لا تزال تحاول السيطرة على لبنان".
بعد ذلك، أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب غسان حاصباني أنه "قبل عشرين عاماً في 25 أيلول 2005 تعرّضت صديقتي وزميلتي الدكتورة مي شدياق لمحاولة اغتيال عبر تفجير سيارتها، هي وقفت أمام الموت وجهاً لوجه، فلم تخرج من المعركة بل دخلت منها أكثر قوة وإيماناً".
وقال حاصباني: "مي يا من علمتنا كيف نواجه الخوف بابتسامة لطيفة كنت دائماً أكثر من ذلك، كنت صوت الذين لا صوت لهم وضمير مهنة تحببت إليها. في لحظة أن يطفئوا نورك فإذا به يزداد وهجاً لم تكن الجراح التي حملتها جراح جسد فحسب، بل أصبحت دروساً تتعلمها الأجيال في الشجاعة والإنقاذ من اليأس، وأن قيمنا لا تطفأ بدم ولا بتخويف ولا بتفجير. أتذكر كيف اجتمع الكل حولك وتحول الخوف إلى قرار أنك ستعودين إلى الساحة إلى قلب الوطن. وعَدت وعُدت لأن قضيتك كانت أكبر منك ومني ومن كل واحد فينا. وعدت في أن الحقيقة كانت أمامنا ولأن عرفنا منذ البداية أن الإذعان للخوف أول خطوة نحو خسارة الحرية نفسها".
وقدّم رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب "القوات اللبنانية" شارل جبور الوزيرة السابقة شدياق، في قوله: "من كان يتوقّع أن يخرج لبنان عام 2025 من بوتقة الوجود العسكري الإيراني ممثلاً بحزب الله؟ ومن كان يتوقّع أن تتحقّق عدالة السماء على الأرض خِلال عِشرينَ عاماً فقط؟ فمن اغتالَنا وحاولَ اغتيالَنا، خرجَ من الجُغرافيا ومنَ الحياة. انتصر المشروع اللبناني، وهُزِم المشروع الإيراني؛ انتصر المشروع الإنساني، وهُزم مشروع الإرهاب والتخريب؛ انتصرت ثقافة الحياة، وهزمت ثقافة الموت؛ انتصر الخير، وهُزِم الشر؛ انتصر المشروع الحضاري، وهزم المشروع الظلامي".
وخاطبت الوزيرة السابقة مي شدياق الحضور: "عزمي زاد عزيمة وإرادتي أزهرت صلابة والتزامي تعمّد بالدم. حكماً أضعف أحياناً أتنهد أوجاعاً لكن ما أتذكر أن الرب أراد أن أسير على خطاه ودعاني لأن أحمل الصليب بفرح وأن أحوّله إلى علامة رجاء حتى أنتفض على ذاتي وأتمرد على أوجاعي متسلحة بكلمة مع آلامك يا يسوع".
وقالت شدياق: "في عزّ جبروت "حزب الله" لم نهابه، في خضم اغتيالاته لم نهادنه، في ذروة فائض قوته لم نسكت عن ارتكاباته. ولّى زمن 7 أيار ولا أحد يريد حرباً أهلية و"حزب الله" إن تجرأ على استخدام سلاحه في الداخل يرسم بيديه نهايته حينها. الأجدى به أن يتعظ. حقّه أن يكون لاعباً سياسياً في لبنان من دون منّة من أحد، لا لاعباً بأمن لبنان واستقراره. أما حجمه فبإمكانه أن يستمدّه من صناديق الاقتراع لا من صناديق الرصاص".
وتابعت: "أيها الأحباء مسيرة العبور إلى الدولة انطلقت بين حدّيّ خطاب القسم للرئيس جوزف عون والبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام، وعلى وقع تغيرات مفصلية تعيشها المنطقة، فإما أن ينضم فنتشارك جميعاً في بناء الدولة، وإما أن يسعى إلى ترسيخ واستقرار وازدهار الوطن وإلا فسيتقهقر وحده في شرنقة أيديولوجيته وارتباطاته وليتحمل وحده مسؤولية قراراته. هذه المسيرة دفعنا ثمنها غالياً من البشير وكلّ شهداء المقاومة اللبنانية وشهداء ثورة الأرز الذين توفوا، والأحياء، وأنا دفعت من جسدي جسداً. هذه المسيرة كانت طليعية بها "القوات اللبنانية" التي نجتمع اليوم بدعوة من دائرتها الإعلامية، وشكراً للزميل والصديق شارل جبور. لا قهر يستمر ولا ظلم يبقى ولا فوقية تدوم. تضحياتنا ستثمر لا محال، ولبنان سيبقى رمز الفرح والازدهار وستعود العدالة ونترسخ وطناً فريداً للحرية والتعددية".