الأطفال في لبنان ضحايا الحرب... وبرنامج "أقوى" يوفّر العلاج والدعم

في ظل استمرار تداعيات الحرب على لبنان، زار وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين، بالشراكة مع اليونيسف والاتحاد الأوروبي، وبالتعاون مع صندوق غسان أبو ستة للأطفال، عدداً من الأطفال الجرحى الذين يتلقون العلاج ضمن برنامج "أقوى" المخصص لرعاية الأطفال المتضررين من النزاع.
ويُعدّ البرنامج، الذي أطلق في آذار /مارس الماضي، أول مبادرة شاملة متعددة القطاعات بقيادة وزارة الصحة واليونيسف، حيث قدّم حتى اليوم خدمات طبية متخصصة وجراحات ترميمية وأطرافاً صناعية وتأهيلاً فيزيائياً ودعماً نفسياً واجتماعياً لـ 426 طفلاً من أصل 1,400 طفل بحاجة إلى رعاية عاجلة.
وأكد الوزير ناصر الدين التزامه بضمان استدامة البرنامج على المستوى الوطني، مشيداً بدور الدكتور غسان أبو ستة واليونيسف والاتحاد الأوروبي في دعم القطاع الصحي والأطفال المتضررين.
من جهته، شدّد ممثل اليونيسف ماركولويجي كورسي على أن "الحرب سرقت طفولة الأطفال ومستقبلهم"، داعياً إلى وقف فوري للأعمال العدائية والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار. أما الدكتور أبو ستة، فلفت إلى أن الطفل المصاب يحتاج إلى سلسلة طويلة من العمليات الجراحية والرعاية المستمرة حتى سن البلوغ، مؤكداً أن "لا مكان أشدّ وحدةً من سرير طفل جريح فقد عائلته".
وتشير الأرقام الأممية إلى أن أكثر من 300 طفل قُتلوا منذ اندلاع الحرب في أيلول/سبتمبر 2024، فيما أصيب نحو 1,500 آخرين بجروح خطيرة، بينهم ضحايا جدد سقطوا حتى بعد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.
ويأتي برنامج "أقوى" استجابةً لهذه المأساة، ليس فقط عبر العلاج الطارئ، بل من خلال مسار شامل يرافق الأطفال وأسرهم في رحلة التعافي الجسدي والنفسي والاجتماعي.