معرض "منشَر صُوَر" لـ"الريجي": "وجوهن بتحكي"

أكّد مدير المالية العام جورج معراوي خلال تمثيله أمس الأربعاء في قصر الأونيسكو وزير المالية ياسين جابر في افتتاح معرض "منشر صُوَر" أن إدارة حصر التبغ والتنباك "الريجي" الذي تقيم هذا المعرض لأبرز اللقطات المشاركة في مسابقتها للتصوير الفوتوغرافي، "ترفد الخزينة بأموال مصدرها أعمالها الناجحة"، فيما ذكّر رئيس "الريجي" مديرها العام ناصيف سقلاوي بأن الإدارة وقفَت "إلى جانب المزارعين بخطوات عملية ملموسة خلال الحرب وبعدها".
واستهل سقلاوي كلمته في افتتاح المعرض بالدعوة إلى الوقوف دقيقة صمت "على أرواح الشهداء من مزارعي التبغ، وهم ثماني مزارعات، وواحد وأربعون مزارعاً من القرى الحدوديّة عيترون وعيتا الشعب وبليدا وحولا وميس الجبل ومارون الراس وعيناتا وكونين وحانين".
وقال إن هؤلاء "سقطوا في العدوان الأخير، متمسّكين بشتلتهم، مصرّين على البقاء في أرضهم".
ولاحظ أن معرض "مَنشر صور" شكّل "منذ انطلاقه عام 2016، مبادرة لدعم الطاقات الشابة وتنمية المجتمع المحلي. واليوم، في العيد التسعين للريجي، أرادَته الريجي ذاكرةٍ حيّةٍ لحفظُ إرث زراعة التبغ في لبنان وتاريخها، موثّقًا تفاصيل حياة المزارعين: عرقهم، تعبهم، إرادتهم وصبرهم الطويل".
وذكّر أن "الريجي لم تكتف بالرمزية والكلمات المنمّقة، بل وقفت إلى جانب المزارعين بخطوات عملية ملموسة خلال فترة الحرب وبعدها، إذ أطلقت مبادرة إنقاذية لزرع شتول التبغ في أراضٍ آمنة لتأمين بديل لأكثر من خمسة آلاف مزارع نزحوا عن أرضهم، وقدّمت موعد شراء المحصول شهرًا ونصف شهر، ورفعت الأسعار بنسبة 24 في المئة خلال موسمين، وخصّصت مساعدات مالية لمن عجز عن زراعة موسمه، وفتحت مراكز جديدة لتسلم المحاصيل في مناطق آمنة، ونسّقت مع الأجهزة المعنية لتأمين إخراج المحاصيل من القرى المستهدفة، بدعم مباشر من فخامةِ رئيس الجمهوريّة حين كان قائدًا للجيش".
وشدّد على أن "الرَّئيسِ نَبِيه بَرّي لم يَكُن مُجرَّدَ داعمِ لزراعةِ التِّبغِ، بَل كان رَفيقَ درب لِمَسيرةِ الرّيجِي بِكُلِّ إداراتِها وأدوارِها. لَقَد آمَنَ بقيمتِها الوَطنَيّة، ووقف إلى جانبها حينَ حوصرَتْ وحين راهَنَ البعضُ على فَشلِها، فكانَ السَّندَ الأمينَ، والضَّمانةَ الثَّابتةَ ولولاه لما استطعنا أن نحقّق ما حقّقنا من نجاحات، ولما بقيت زراعة التبغ رمزًا للصمود، وركيزةً من ركائز الهوية والاستقرار".
وشكر سقلاوي "المزارعين الأبطال أبناء الأرض، الذين جعلوا من ورقة التبغ رمزاً وطنياً وشهادة حية على الصمود والكرامة، والمصورين الذين حملوا الكاميرا في أصعب الظروف الأمنية، كما يحمل المزارع معوله، لينقلوا هذه الحكاية بصدق، ووزير المالية على رعايته لهذا الحدث الفني، ووزارة الثقافة التي قدّمت قاعاتها، وفريق العمل المنظّم لهذا المعرض، وأعضاء لجنة التحكيم، وكل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة".
وألقى معراوي كلمة نيابة عن راعي الافتتاح جابر الذي لم يتمكّن من الحضور لارتباطه بجلسة لمجلس الوزراء، قال فيها أن "إدارة الريجي نذرت نفسها لشتلة الصمود فصارت صرحاً يزرع ويحفظ لمساحات لبنان اخضرارها… يؤمن فرص العمل اينما كانت في الحقل زرعاً وحصاداً، وفي المنزل حيث المرأة شريكة ومنتجة تشك بالإبرة والخيط حبال نجاة العائلة من العوز… يعزّز الصمود في القرى الأمامية في جنوبنا الغالي… أو في المصنع حيث تضج الآلات وخلفها عمال صابرون. صرح يصنّع ويطوّر يصدّر نكهة العزّ إلى العالم، يعلّم ويكافئ المتفوقين، يطبب ويخطط وينفذ تنمية يجهد لكي تكون مستدامة، فوق هذا وذاك يرفد الخزينة بأموال تكونت نتيجة أرباح أعماله الناجحة".
المشاركون والفائزون
وصفت "الريجي" مسابقة التصوير الفوتوغرافي هذه التي يتنافس فيها أصحاب العدسات، من هواة ومحترفين، من لبنان وخارجه، على التقاط أجمل الصور لمزارعي التبغ وحقوله ومتعلّقاته جنوبًا وشمالاً وبقاعاً، بأنها "مشروع ثقافيّ يوثّق زراعة التبغ والتنباك في لبنان كجزءٍ أصيل من الإرث الاجتماعيّ والثقافيّ اللبنانيّ تتناقله الأجيال".
وأشارت "الريجي" إلى أن هذه المسابقة التي استوحِيَ اسمها من منشر التبغ الذي يعلّق المزارعون عليه أوراق التبغ لتجفيفها، تهدف كذلك إلى "دعم الطاقات الشابة في المجتمع المحليّ، والموهوبين منهم في مجالات الإبداع والفن".
وأفادت "الريجي" بأن 36 متبارياً شاركوا في "منشر صور 4"، حمَّلوا 253 صورة على موقع المباراة الإلكترونيّ، تأهّلت منها 32 صورة للمرحلة النهائيّة.
وسيكون المعرض مفتوحاً أمام الزوار الخميس 18 والجمعة 19 أيلول/سبتمبر الجاري من الثالثة بعد الظهر إلى التاسعة مساء، ويتضمّن الصور الفائزة في النسخة الرابعة من "منشر صوَر" التي حملت عنوان "وجوهن بتحكي"، إضافةً الى مجموعة أخرى من الدورات السابقة لهذه المباراة الهادفة إلى توثيق تراث وتاريخ زراعة التبغ والتنباك في لبنان.
وحصل محمد لوباني على الجائزة الأولى هذه السنة وقدرها ثلاثة آلاف دولار، فيما نال أحمد حريري الجائزة الثانية وقيمتها ألفا دولار، ومُنِحَت الجائزة الثالثة (ألف دولار) إلى محمود سليمان.