لايف ستايل 05-10-2025 | 12:07

أفكار خيالية لـ Proposal الأحلام... هكذا تحوّل طلب الزّواج إلى "ترند"

رأى البعض صعوبة في تقبّل فكرة أن تتقدم امرأة بطلب الزواج من رجل
أفكار خيالية لـ Proposal الأحلام... هكذا تحوّل طلب الزّواج إلى "ترند"
تعبيرية (مواقع)
Smaller Bigger

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لشابة أنيقة ترتدي فستاناً أحمر لافتاً، وهي تقود شريكها معصوب العينين إلى أحد المواقع الهادئة على الشاطئ. وما إن وصلا إلى مساحة عشبية منعزلة، حتى أزالت العصابة عن عينيه، وجثت على ركبة واحدة لتطلب منه الزواج.

الشاب وافق على الفور، وقبّل جبينها تعبيراً عن سعادته، في مشهد رومانسي أثار تفاعلاً واسعاً على الإنترنت. وبينما أشاد كثيرون بشجاعة الشابة وكسرها للصور النمطية، رأى آخرون صعوبة في تقبّل فكرة أن تتقدم امرأة بطلب الزواج من رجل.

 

شابة تقدم عرض زواج لحبيبها (انستاغرام)
شابة تقدم عرض زواج لحبيبها (انستاغرام)


 عن طلب الزواج
طلبات الزواج ليست لها نقطة نشأة واحدة، فقد تطورت عبر الثقافات المختلفة وارتبطت بعادات اجتماعية ودينية وقانونية. في الحضارات القديمة مثل بلاد ما بين النهرين ومصر، كان الزواج غالباً يُرتب بين العائلات، وكان طلب الزواج مفاوضات رسمية مرتبطة بالممتلكات أو المهر أكثر من كونه لحظة رومانسية. أما في اليونان وروما القديمة، فكانت الخطوبة عقداً قانونياً، غالباً ما يصاحبها هدية رمزية مثل الخاتم، الذي أصبح لاحقاً جزءاً من طقوس الخطوبة. 

 

مع صعود الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا، برزت الموافقة المتبادلة كشرط أساسي. وفي القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، رسخت تقاليد الركوع وتقديم الخاتم، وعززت حملات شركة "دي بيرز" قيمة الخواتم الماسية، لتصبح اللحظة كما نعرفها اليوم: مزيجاً من التقليد والرومانسية. في 1947 ظهر شعارها الأشهر: "A Diamond is Forever" (الألماس إلى الأبد)، وهو ما ساهم في ترسيخ فكرة أن خاتم الخطوبة يجب أن يكون مرصعاً بالألماس.

 

رأي
فاطمة عباني
في زمن عيد الحب... الزواج في لبنان: حلم مؤجل أم مؤسسة تحتضر؟
"قد يتزوج البعض ليكتشفوا لاحقاً أنهم يفضلون الحرية، أو أن ميولهم الجنسية لا تتلاءم مع فكرة الزواج، فيتحول إلى جحيم".

 

طلب الزواج بالركوع على ركبة واحدة هو تقليد أصبح شائعاً في الثقافة الغربية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. وترتبط أصوله بالممارسات الفروسية في أوروبا في العصور الوسطى، حيث كان الفرسان يركعون أمام الملك أو الملكة كعلامة على الاحترام والتفاني. ومع مرور الوقت، اكتسبت هذه الحركة طابعاً رومانسياً وأُدمجت في عروض الزواج.

 

تعبيرية (مواقع)
تعبيرية (مواقع)

 

أرقام خيالية تصل إلى 100000 دولار أميركي

يروي صاحب شركة "كامب بينك" لتنظيم المناسبات لـ"النهار" أنّ العديد من الشباب يقصدون لبنان من دول عربية مثل العراق ومصر، ومن بلدان بعيدة كأستراليا وكندا، لتنظيم طلب الزواج هنا. ويضيف: "حتى أن بعضهم لم يسبق لهم أن زاروا لبنان ولا تربطهم أي جذور بالبلد، لكنهم يختارون أن يقيموا هذه المناسبة فيه".

 

ويشرح أنه في نسبة ضئيلة من الحالات تكون العروس على علم مسبق بالتحضير، حيث يأتي الشاب مع خطيبته المستقبلية، لكن الغالبية تفضّل عنصر المفاجأة. وتتنوع هذه الطلبات بين احتفالات كبيرة يتجاوز عدد المدعوين فيها المئة شخص، وأخرى أكثر حميمية تقتصر على المقرّبين.

 

أما من ناحية التكلفة، فإنها تتفاوت تبعاً لعدد الحضور والمكان والتصميم. وفي بعض الحالات الخاصة، يمكن أن ترتفع الكلفة نسبياً حين يكون الحفل أقرب إلى عرس مصغّر مع موقع خاص وضيوف كُثُر وطعام ومشروبات. بل إن بعض التجارب بلغت أرقاماً خيالية وصلت حد الـ100000 دولار أميركي، إذ يروي حادثة استُخدمت فيها شاحنات محمّلة بالورود أُلقي منها نحو 60 ألف زهرة على العروس.

 

ويروي قصة لطيفة: "بعد مرور عشر سنوات على زواجهما، قرر الأب أن يعيد إحياء الرومانسية في علاقتهما. برفقة أولادهما، الذين كانوا شاهدين على هذا الفصل الجديد من القصة العائلية، ركع أمامها وسط أجواء احتفالية دافئة ومليئة بالحب، وفي لحظة صمتٍ نظر إليها بعينين وسألها مجدداً: "هل تقبلين أن تكوني زوجتي؟".

 

تعبيرية (مواقع)
تعبيرية (مواقع)

 

أغرب طلبات الزواج
لا تخلو قصص طلبات الزواج من مفاجآت، لكن بعض التجارب تتجاوز حدود التوقع لتصبح أشبه بمواقف لا تُنسى وربما لا تُصدَّق. إليكم ثلاث روايات حقيقية شارك أصحابها أغرب ما مرّوا به في هذا السياق:

"كانت هذه أغرب تجربة عشتها في حياتي. قام أحدهم بوشم عبارة "أحبك" متبوعة باسمي على معصمه، ثم تقدّم لخطبتي. شعرت بالحرج الشديد حين رفضت طلبه، وما زلت حتى اليوم أتساءل إن كان قد أزال ذلك الوشم أم لا".

"كنت في علاقة عن بُعد، وفوجئت بحبيبي يرسل لي طلب زواج عبر البريد الإلكتروني. سطران فقط مرفقان ببعض صورنا! بدا الأمر سخيفاً إلى حدّ لا يُصدق".

"سائحان صينيان تعارفا في مطعم للهوت دوغ في تايلاند ووقعا في غرام جنوني. وبعد 1001 يوم من لقائهما الأول، اشترى الشاب 1001 قطعة هوت دوغ ورتّبها على شكل كلمة LOVE ليطلب الزواج. لا أعلم إن كانت الفتاة قد التهمتها كلها كتعبير عن القبول!"

 

آراء الشباب حول طلب الزواج
استطلعت "النهار" آراء بعض الشباب والشابات حول طلب الزواج، وقد تنوعت بين من يرى طلب الزواج لحظة شخصية بامتياز ومن يعتبرها حدثاً عاماً يليق بالعرض على وسائل التواصل الاجتماعي. 

 

إبراهيم الذي تقدم بالفعل بطلب يد شريكته مؤخراً يجيب: "ببساطة، كنت أعلم أنّها تفضّل أن يكون الطلب خاصاً، لذلك اخترت مكاناً يعني لنا الكثير، وحدّدت الموعد في ذكرى تعارفنا. وهناك تقدّمت بطلب يدها. أمّا المفاجأة الثانية فكانت عشاءً رتّبته مسبقاً مع الأهل والأصدقاء المقربين الذين حضروا للاحتفال معنا. لطالما تخيّلت أنّني سأضع خطة محكمة لهذا اليوم، لكنني بقيت متردّداً حتى قبل أيام قليلة، ثم جاءت اللحظة عفوية كما يجب أن تكون".

 

تشدد روان: على أنها تحب الخصوصية "قد أتزوّج وأفاجئ الجميع بالخبر!" وتضيف: "إذا قرّر شريكي أن يرتّب لطلب زواج، فلا يهمّني أن يكون فخماً أو مبهرجاً، بقدر ما يهمّني أن يكون رومانسياً، وأن يختار مكاناً يحمل لنا ذكرى مشتركة. لا يعنيني أن يركع أمامي، لكنّني أتمنّى أن يكون الخاتم جميلاً".

 

كذلك الأمر، يفضل شادي أن يكون طلب الزواج بينه وبين شريكته فقط، أولًا لأن الوصول إلى مرحلة الارتباط أمر يخصّهما وحدهما، وهو جزء من العلاقة التي بنياها بخصوصية بعيداً من أعين الآخرين. ثانياً، من الناحية الدينية، وبصفته مسيحياً، يعتبر سرّ الزواج مقدّساً، ولذلك يحب أن يمنحه رهبة خاصة. وثالثاً، شخصياً لا يحب المبالغة في المفاجآت أو العروض المسرحية، ويفضل البساطة والتقاليد.

 

تعبيرية (مواقع)
تعبيرية (مواقع)

 

أما مريم فتعتبر عرض الزواج من أجمل اللحظات في حياة أي إنسان، ولهذا تحب أن يكون علنياً، لكن ليس بالضرورة أن يكون ضخماً أو صاخباً. "يكفيني أن أكون محاطة بالأهل والأصدقاء المقرّبين... بالنسبة إليّ، لا أقيس نجاح العرض بحجمه أو كلفته، بل بمدى صدقه وبساطته. كما أرى أنّ شكل العرض يعتمد على شخصية الشريك، فما يهمّني هو أن أشعر أنّه يعكسنا نحن الاثنين، ويعبّر عن أسلوب حياتنا وقيمنا".

 

بالنسبة إلى شربل فالقاعدة بسيطة: على الرجل أن يفكر بما يجعل شريكته سعيدة. في عصر "السوشيال ميديا"، أصبح يُنظر إلى مشاركة اللحظات الشخصية كواجب تجاه المتابعين، لكنه يفضل الاحتفاظ بمساحة خاصة للتعبير بصدق بعيداً من الكاميرات وعيون الآخرين. "بالنسبة إليّ، هذه اللحظة ليست عرضاً مسرحياً، بل عهد صادق بين قلبين. وكلما كانت أبسط وأكثر حميمية، ازدادت قيمتها، وظلّت الذكرى حيّة بصفائها لا بمظاهرها".

 

تعبيرية (مواقع)
تعبيرية (مواقع)

 

طلبات الزواج العلنية... ليست للجميع
توضح شارين شافر، الشريكة المؤسسة لوكالة توفيق بين الأزواج مقرها لندن، أن عروض الزواج العلنية قد تثير الكثير من الجدل. "الأمر في النهاية مسألة تفضيل شخصي، ويجب أن يُبنى القرار على شخصيتك وشخصية شريكك. صحيح أن عرض الزواج في مكان عام يُعد وسيلة للتعبير عن الحب أمام الجميع والاحتفال بمشاركة الآخرين، لكنه في الوقت نفسه قد يسبب توتراً وإحراجاً للطرفين".

وتقدّم بعض النصائح لمن يفكرون في القيام بهذه الخطوة علناً: "هل شريكك خجول؟ هل التحدث أمام الجمهور يربكك؟ هل يشعر أي منكما بعدم الارتياح عند إظهار المشاعر بطريقة درامية؟ إذا كانت الإجابة نعم عن هذه الأسئلة، فمن الأفضل تجنب العرض العلني". 

 

أما إذا لم يكن الشخص متأكداً تماماً من أن شريكه سيوافق على الزواج من الأساس، فتؤكد شافر أن الخيار الآمن هو الابتعاد تماماً من الطلب العلني.



اقرأ أيضاً: هل انتهى زمن "أفضل وقت للسفر"؟

 

"البرومبوزال"... الترند المستمر

من جهته، يشير صاحب شركة "إيفنتاستك" لتنظيم المناسبات إلى أنّ لبنان دائماً ما يواكب الترند، بل غالباً ما يكون اللبنانيون السبّاقين في صناعة محتوى رائج على وسائل التواصل الاجتماعي. ويقول: "في السابق، كان طلب الزواج العلني أكثر انتشاراً في أوروبا، حيث لا يقيم الكثيرون هناك حفلات خطوبة، وأحياناً حتى حفلات زفاف، مكتفين بالطلب ثم الزواج المدني والانتقال للعيش معاً. في لبنان كان الأمر نادراً نسبياً، لكن مع تفشّي جائحة كورونا تغيّر الوضع، إذ فضّل البعض تجنّب التجمعات الكبيرة، فاكتفوا بمراسم طلب الزواج ثم الزفة والزواج. وهناك من أراد مجاراة الترند، ومن توفرت لديه الإمكانات المادية فلمَ لا؟".

 

ويضيف لـ"النهار": "اليوم باتت هذه الظاهرة مألوفة، وأصبح التقدّم بطلب الزواج خطوة شبه أساسية، خصوصاً لدى الشابات في العشرينات اللواتي يرينها جزءاً من التجربة".

 

أما على صعيد الأسعار، فيوضح أنها تختلف اختلافاً كبيراً بحسب التفاصيل ومستوى الفخامة، من التزيين والإضاءة إلى الموقع نفسه. وفي المقابل، هناك من يفضّل الخيارات الرمزية أو المجانية، مثل مفاجأة الحبيبة في المول أو المطار والركوع أمامها لطلب يدها.

 

ويختم مشيراً إلى أنّ الترند الموازي المستمر هو "البرومبوزال"، أي طلب الشاب من صبية أن ترافقه إلى حفلة التخرج، في شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو تحديداً، تزامناً مع مواسم التخرّج الجامعي.

 

من "البروبوزال" إلى "البرومبوزال"... يا ترى ماذا سيكون الترند الجديد؟

الأكثر قراءة

سياسة 10/5/2025 3:09:00 PM
تابعت: "إن الدستور اللبناني يكفل المساواة بين اللبنانيين، مقيمين كانوا أم مغتربين. وتحقيق هذه المساواة يقتضي تعديل القانون الحالي بإلغاء المادة 112، بما يسمح لكل مغترب بالاقتراع في بلدته الأم".
مجتمع 10/4/2025 12:02:00 PM
من المتوقع أن تتأثر المنطقة اعتباراً من بعد ظهر الثلاثاء بمنخفض جوي متوسط الفعالية مركزه شمال غرب تركيا.
مجتمع 10/4/2025 3:23:00 PM
العملية تأتي في إطار الحملة الأمنية التي ينفذها الجيش في المنطقة لضبط المطلوبين ومواجهة التفلّت الأمني منذ ساعات الصباح الأولى.
مجتمع 10/5/2025 1:30:00 PM
أقدم على شهر مسدّس حربي بوجهه وسلبه مبلغ ٣٥٠ دولاراً أميركيّاً ولاذ بالفرار إلى جهةٍ مجهولة.