النوبة الرفاعية وحاجز المحبة: تقليد ديني اجتماعي يضيء بعلبك

يبرز تقليد سنوي في مدينة بعلبك، وهو إقامة "النوبة الرفاعية" إلى جانب حاجز المحبة، احتفالاً بذكرى المولد النبوي.
هذه الفعالية التي تُنظّمها جمعية "المشاريع الخيرية الإسلامية" (الأحباش) ليست مجرد احتفال ديني، بل هي تعبير عن هوية روحية عميقة، وتجسيد لقيم المحبة والسلام والتكافل التي حملها النبي محمد.
ولفت الباحث في التاريخ في "جمعية المشاريع" أيمن صالح، الى "أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في بعلبك يكتسب طابعاً خاصاً من خلال تقليدَين راسخَين: النوبة الرفاعية وحاجز المحبة".
وأشار الى "أن هذه الفعاليات ليست مجرد احتفالات دينية فحسب، بل هي تجسيد للقيم الروحية العميقة التي حملها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى رأسها المحبة والسلام والتكافل"، موضحاً أن النوبة الرفاعية "هي جزء أصيل من التراث الصوفي، وتتجاوز كونها عرضاً فنياً. إنها طقس روحي يجمع بين الإنشاد والضرب على الدفوف، وحركات تعبر عن التواجد والخشوع".
وأضاف: "إذا كانت النوبة الرفاعية تمثل الجانب الروحي، فإن حاجز المحبة يأتي ليترجم هذه الروحانية إلى عمل ملموس". واعتبر "أن هذا الحاجز ليس لجمع المال، بل هو مبادرة خيرية لتوزيع الهدايا والحلويات والمأكولات على المارة، بهدف نشر الفرح وإظهار قيم التكافل الاجتماعي".
ورأى "أن الجمع بين النوبة الرفاعية وحاجز المحبة يرسخ في الأذهان أن الإيمان الحقيقي يترجم إلى أفعال تنفع الناس وتُصلح المجتمع، وأن رسالة النبي هي رسالة محبة الخير للغير وعطاء ودعوة للمساهمة في بناء عالم أفضل".