قبل أن يفقد أطفالنا القدرة على التذكّر!

مشكلة حفظ الطفل المعلومات وتذكرها عند الحاجة إليها ليست بجديدة، فلا أذكر طفلاً لم يعانِ منها في صغره. في أيامنا التكولوجية هذه، تفاقمت أزمة الحفظ، بعدما صرنا جميعاً، كباراً وصغاراً رهائن أدوات تقنية ذكية، تسهل علينا مهمة استرجاع أي معلومة، من دون الاضطرار إلى حفظها.
مع العودة إلى المدرسة، والتخلي قليلاً عن اللهو بالهاتف أو اللوح الذكي، تظهر هذه المشكلة ثانيةً. لكن، ثمة طرق بسيطة يحفظ الولد بها المعلومات في ذاكرته. هكذا تطمئننا الدكتورة بيا طعمة خلف، رئيسة قسم علم النفس والتربية في الجامعة اللبنانية الأميركية، إذ تقول لـ"النهار" إنّ المهم هو تعليم الطفل كيف يحسن استخدام الأدوات والتقنيات الرقمية، لتساعده على الاستمرار في التفكير، وليس في التفكير عنه، وتقديم المعلومة جاهزة...
وهذه نصائحها:
• علموا الطفل أن يعتاد تدوين أهم ما يقرأه بنفسه، فهذا يثبت المعلومة في ذهنه.
• يمكن الطفل أن يتّخذ أغنية يحبّها لتركيب المعلومة على لحنها، فالدماغ مُصمَّم لتذكر الموسيقى والأنماط.
• شجّعوا الطفل على طرح الأسئلة ليفهم الموضوع، فالفهم خطوة أولى نحو التذكّر.
• اجعلوا التعلّم مسلياً ومُثيراً، بمشاهدة مقاطع فيديو مثلاً.
• اسعوا ليكون التعليم تفاعلياً بإغنائه بالنقاشات في مواضيع مختلفة، واسألوا الطفل رأيه في ما يسمعه ويراه.
• استخدموا وسائل بصرية لمساعدته على تذكر معلومات قرأها أو سمعها.
• علموا الطفل ربط المعلومات بشيء يعرفه مسبقاً أو بتجارب شخصية، أو علموه ابتكار ربط ما بسيناريو من تأليفه.
• أعدّوا قائمة بكلمات مفتاحية لفكرة أو موضوع، من أجل بناء روابط بين كل كلمة ومفهوم. كلما كانت الروابط واضحة، سهل على الطفل تذكرها.
• اطلبوا من الطفل أن يُعلّمكم المعلومة التي تعلمها قبل لحظة، وليكن الأمر تحدياً لمعرفة مدى قدرته على التذكر.
• استخدموا الحواس كلها في التعليم: البصر واللمس والصوت. فهذا يُساعد على تفاعله مع المادة بأكثر من طريقة، ما يسهّل عليه التفاعل معها.
• قسّموا المعلومات أجزاء صغيرة ليسهل على الطفل تذكّرها، ونظّموها تحت عناوين وفي قوائم ملونة لتسهيل تذكّرها.
• شجّعوا الطفل على مراجعة ما تعلم قبل النوم مباشرة، لو لدقائق فقط، فهذا يساعده على تثبيت المعلومات في ذاكرته.
تفعيل الذاكرة
تقول دراسة The Association between Screen Time and Attention in Children: A Systematic Review، أجراها فريق بحثي في جامعة ميناس جيرايس الفيردالية البرازيلية، إنّ مستويات التعرض المرتفعة لشاشة الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي تضرّ بوظائف الانتباه لدى الطفل.
تجد الباحثة لو لووي بجامعة إكستر الأميركية، في دراستها The Impact of Screen Time on Working Memory Function of Children and Adolescents، أنّ الوقت الذين يُمضيه الطفل على جهازه اللوحي أو على هاتف والديه يؤثر سلباً في مهارات الذاكرة العاملة.
تحدد دراسة The effect of screen time on auditory processing and working memory skills in tweens (pre-adolescents)، المنشورة حديثاً في The Egyptian Journal of Otolaryngology، ثلاث ساعات معدلاً مقبولاً لاستخدام الطفل جهازاً لوحياً ذكياً، وتجاوز ذلك يرتبط بتراجعٍ في القدرات السمعية المتصلة بالمعالجة والذاكرة.