بالصور - زغرتا تحتفل بعيد السيدة ومسيرة إيمانية من إهدن

جرياً على تقليد متوارث منذ القدم، ولمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، انطلق المؤمنون سيرًا على الأقدام من إهدن، وصولًا إلى كنيسة سيدة زغرتا وهم يرفعون الصلوات والتراتيل للعذراء مريم، سيدة زغرتا، من أجل كل محتاج وطالب شفاعة وعلى نية لبنان وجميع اللبنانيين.
وأُقيم مساء قداس احتفاليّ في كنيسة سيدة زغرتا، ترأسه المونسينيور إسطفان فرنجية، عاونه فيه الخوري ويليام المكاري، والإكليريكيان جوزيف لطفي وأنطونيوس عيد.
شارك في القداس عدد من الفاعليات السياسية والجمعيات الروحية والاجتماعية وحشد من المؤمنين.
وجاء في عظة المونسنيور فرنجية: "في عيد العذراء مريم، أتساءل معكم: ما الذي تريده كلّ أمّ من أبنائها؟ إنها تريدهم صالحين، متّحدين، متضامنين، وهذه هي غاية الأمّ. والعذراء مريم، تريد أبناءها، خصوصًا في زغرتا أن يكونوا متضامنين، لا يفرّقهم شيء".
كان آباؤنا يقولون: "نحن وُلدنا من معمودية واحدة، من جرن واحد، ولسنا أولاد عائلات أو أحزاب متنافرة، فالعائلات والأحزاب تسقط أمام الولادة الجديدة التي ننالها من الرب يسوع".
وتابع قائلاً: "الأمّ تريد من أولادها أن يتّحدوا على الخير لا على الشر، لأنّ الخير يحتاج إلى تمييز وبحث عميق. فالعذراء مريم تريدنا أن نكتشف الخير الحقيقي لنا، وهذا لا يتحقّق إلّا بالصلاة والتأمل والإرشاد الروحي".
وأضاف: "العذراء مريم لم تبحث عن رفاهيتها عندما قالت للملاك: "ها أنا أمة للربّ، ليكن لي بحسب قولك". لقد غيّرت برنامج حياتها لتسير بحسب إرادة الله. أمّا اليوم، فكثيرون ينظرون إلى البلد والكنيسة بمنطق المصلحة المادّية، ويتخلّون عنهما إذا لم يجدوا منفعة.
لقد اختارت مريم ما يناسب إرادة الله لخير البشرية، واعترفت بعمله فيها قائلة: "صنع بي العظائم". لم تتكلّم عن ذكائها أو مواهبها، بل عن قوة الله الفاعلة فيها".
وتابع قائلاً: "في عرس قانا الجليل، قالت مريم: "افعلوا ما يأمركم به يسوع". وما يأمرنا به يسوع نجده في عمل الروح القدس في الكنيسة. علينا أن نفهم الكتاب المقدس بهدي الروح القدس كما تعلّمنا الكنيسة، لا بحسب أهوائنا".
"كانت مريم متواضعة وحكيمة، تدرك حجمها كإنسانة، ومن تواضعها أغدق الله عليها النعم. فكثيرًا ما يحاول الإنسان فرض نفسه، لكنّ القوة الحقيقية لا تأتي إلّا من الله".
وأضاف: "فلنطلب من الربّ أن يدلّنا على الخير الذي يريده لنا، وأن يمنحنا روح التمييز لما هو صالح لنا وللكنيسة. ونتذكّر ما قاله يسوع لمرتا: "أنتِ تهتمين بأمور كثيرة، أما مريم فقد اختارت النصيب الأفضل". فلنبحث عن الخير في المكان الصحيح، ولنتجنّب النصيحة الخاطئة التي قد تضرّنا وتضرّ الآخرين".
وختم قائلاً: "لنصلِّ على نيّة رعيتنا، أن نكون عائلة متضامنة تجمعها محبة مريم ويسوع. وأتمنّى للجميع أن يكون هذا العيد انطلاقة جديدة مع المسيح. كل عام وأنتم بخير".
وبعد القداس، توجّه الجميع إلى باحة الكنيسة حيث بارك المونسينيور فرنجية "الهريسة"، التي أصبحت تقليدًا سنويًا يقدّمها بعض أبناء الحيّ على نيّة راحة أنفس موتاهم، في أجواء تجمع بين الإيمان والتراث المحلي.
وتساعية سيدة زغرتا بمسيرتها الاستثنائية من إهدن إلى زغرتا بفرادتها وعمقها الإيماني يتوارثها الأجيال.
من إهدن سيراً على الأقدام في مسيرات متعددة صور من العوائد الإيمانية والروحية التي لا تنقرض.