رحل أبو كرم... بائع السمك الذي طمح لأن يكون نائباً في البرلمان ممثّلاً الفقراء
هذا الكريم ابن الكرم، الصيّاد وبائع السمك المتجوّل، ابن بلدة ببنين العكارية، جارة البحر ومملكة الصيّادين، بوابة عكار الجنوبية وأكبر بلداتها على الإطلاق.
أبو كرم غادرنا اليوم إلى "دنيا الحق" كما كان يقول دائماً.
ذلك المتهكّم الذي عاش ومات وهو يحمل صفة المواطن العادي؛ أصيلٌ دون تزلف، لم يتملّق لأيّ أحد، وكان يقول كلمته دون حساب أو تردّد ويمشي... مسالماً، فطناً، بسيطاً، ومحدّثاً لبقاً وإن بصوت عالٍ، كريماً، وصاحب موقف. عاش حياةً صعبة منذ صغره، مليئة بالتحديات، وكان مغرماً بالبحر.

أمضى أكثر من عشر سنوات، منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره، عاملاً على متن بواخر النفط يجوب العالم.
إنه محمود خالد، المعروف بـ"أبو كرم"، من مواليد ببنين عام 1962، الذي أحدث صدمة كبيرة ليس فقط في المجتمع العكّاري، بل في لبنان عامة، وبات حديث الناس والإعلام يوم أعلن ترشّحه عام 2009 للانتخابات النيابية عن المقعد السني، بشعاره: "مرشح الفقراء... أفقر المرشحين".
ودعا الناخبين يومها: "انتخبوا من أضحككم، لا من يضحك عليكم".
شكّلت جولاته الانتخابية علامة فارقة، إذ علّق صوره على "فان" يملكه لبيع السمك، وفي الوقت نفسه كان يذيع برنامجه الانتخابي آنذاك، الذي حمل قضايا الصيادين والمزارعين والفقراء.
غاب العزيز أبو كرم، ومعه غابت الضحكة العفوية ومظاهر الطيبة، لكن ذكراه ستبقى حاضرة في نفوس كل من عرفه، وهم كثر في مختلف قرى وبلدات عكار.
أحرّ التعازي لعائلته وذويه وأبناء بلدته ومحبيه.
نبض