اليوم الأول من لقاءات ريف للشباب: قصص من وحي الطبيعة

انطلقت فعاليات لقاءات ريف للشباب في نسختها السابعة، بنكهة خاصة تحتفي بجيل جديد من المدافعين عن البيئة.
حيث استقبلت جمعية ريف المشاركين من قرى وبلدات عكارية عدة ، بالإضافة إلى أهالٍ وأصدقاء، في وادي حلسبان أحد أروع ألاودية في بلدة القبيات -عكار.

قبل الافتتاح الرسمي، اجتمع الحاضرون من مختلف الأعمار في ورشة "الإيقاعات الإفريقية" التي نظّمتها فرقة "إيقاع الدنيا". تفاعل المشاركون مع آلات الإيقاع والحركات الجماعية، في جلسة مليئة بالحيوية والطاقة الإيجابية. 

بدأت الأمسية بافتتاح قدّمه سفراء ريف بأنفسهم  من خلال أداءٍ تعبيري قصير جسّد تنوّع الطبيعة كنموذجٍ للوجود المشترك واحترام الآخر.

جانب من الاحتفال (ميشال حلاق)

ثم ألقت ساندرا سليمان المديرة التنفيذية لجمعية ريف ومنسقة برنامج "سفراء ريف"،   كلمتها الافتتاحية مشددة على أن هذه النسخة هي "احتفال بنضوج تجربة سفرائنا الشباب الذين خاضوا عامًا كاملاً من العمل البيئي والفني.

وكانت الأنشطة في محطتها اللولى مع جلسة "كتاب الطبيعة" من تأليف سفراء ريف، تحت إشراف الناشط البيئي أنطوان ضاهر، الذي رافقهم في تطوير أفكارهم. 

وقامت بسرد القصص، الحكواتية خُزامة الجوهري، لتُعيد إحياء الغابات، والحيوانات البرية، والتوازن الطبيعي من منظور جيل جديد.

تلت العروض القصصية جلسة نقاشية مفتوحة، تحدث خلالها الشباب عن كيفية اختيار مواضيعهم المستوحاة من تجاربهم الشخصية  ومن المسائل التي عرضت عليهم خلال التدريب٠ 
وقد عبّر الحضور بأهمية منح مساحة للوعي البيئي في مناهج التعليم الرسمية، معتبرين أن "هذا النوع من القصص يجب أن يُقرأ في المدارس اللبنانية".

وفي كلمته خلال الجلسة، تطرّق أنطوان ضاهر إلى جريمة بيئية وقعت مؤخرًا، حيث قال: "قبل يوم واحد فقط من انطلاق اللقاءات، قُتل ضبع مخطط في القبيات، وهو حيوان مهدد بالانقراض.وذكر بالحريق  الذي شب في آخر حزيران الماضي في "بطحة الشوح"، الغابة المعمّرة،وقد قضى على جزء كبير منها، مؤكدًا: "رغم تعهّد وزيرة البيئة باتخاذ الإجراءات ورفع دعوى ضد مجهول، لم يبدأ أي تحقيق حتى اليوم. 

اضاف: حماية الطبيعة مسؤوليتنا جميعًا، والدفاع عنها هو احترام للذات، لأننا جزء منها."

ثم عُرض لأول مرة في لبنان الفيلم الفرنسي "Vivre avec les loups" (العيش مع الذئاب) للمخرج جان-ميشيل برتران، وهو عمل وثائقي يسلّط الضوء على العلاقة المعقّدة بين الإنسان والذئب، ويثير تساؤلات حول قدرتنا على التعايش مع الحياة البرية.

واختُتم  اليوم الاول  بجولة تحت سماء عكار الصافية في اعالي الشنبوق من خلال جلسة مراقبة نجوم قادها الهاوي والمهتم بعلم الفلك رودريغ زهر، الذي قدّم للمشاركين  شرحا مباشر للكواكب والنجوم، مستخدمًا التلسكوب.

وستستكمل اللقاءات  وفق البرنامج المحدد :
اليوم السبت 26 تموز مع ورشة عمل تشكيل التراب، وجولة ثقافية بعنوان "يوم البازلت" لاكتشاف الحجر الأسود (البازلت) في عكار. مساءً، تُعرض ثلاثة أعمال سمعية بصرية من إنتاج السفراء، تتبعها حفلة موسيقية راقصة مستوحاة من الإيقاعات الإفريقية، بمشاركة فرقة "إيقاع الدنيا".
وتُختتم لقاءات ريف يوم الأحد 27 تموز بجولة مشي بعنوان "درب المناظر الكارستية في القموعة"، وهي مسار طبيعي يمتدّ على مسافة 9 كلم، بدرجة صعوبة متوسطة. سيأخذ المشاركين في رحلة عبر تكوينات كلسية نادرة، وغابات الشوح والأرز، مرورًا بوادي البلاط وصولًا إلى موقع النبي خالد، في تجربة تجمع بين جمال الطبيعة وروح الاستكشاف.
ويشار الى ان كل النشاطات مجانية.