ليلة نبيذ وضحك تحت سماء بيروت

روز مكرزل

ما أجمل أن نمشي ونتحدث ونضحك تحت سماء بيروت المرصّعة بالنجوم، وبين أيدينا كأس نبيذ من الجنوب... هكذا بدأت أمسيتنا في افتتاح بودكاست "وين & كنفن" في "برازافيل"، بتنظيم "بيروت وين تريل".

مثل كثيرين من الحضور، لم نكن نعلم بوجود صناعة نبيذ مزدهرة في جنوب لبنان. ففوجئنا بقصص تعبق بالشغف والإصرار، قصص عن أصحاب مخامر تمسّكوا بأرضهم، ورفضوا مغادرتها رغم الحروب، وعملوا على تطوير مصانعهم، والمشاركة في معارض دولية، وتصدير إنتاجهم خارج لبنان.

رغم رائحة الحروب المتتالية، تذوقنا نبيذاً من مرجعيون، بكاسين وجزين، بينما على الجانب الآخر من الباحة، كان هناك عرق من البقاع الغربي. ساد الضحك المكان، وبدأ الحاضرون يتخيلون جلسات الأحد بعرق بقاعي يرافقه المازة اللبنانية من حمص، تبولة، لحمة نية وغيرها.

وسط الأجواء الدافئة، وعلى أنغام الموسيقى، كانت هناك رسامة تمزج الألوان بريشتها، تجسّد الناس وهم يعيشون لحظات الفرح والانغماس. وفي نهاية الباحة، لفتتنا حافلة خضراء تُعرف باسم "مشروع ع الطريق"، يعجّ محيطها بالناس المنتظرين فنجان قهوة أو قطعة من الحلويات المُحضّرة في البيوت بكل حب.

بساطة الحدث كانت لافتة. اقتربنا من شابتين يشع من عيونهما حب لا يختصر بكلمات. الأولى تصفف شعر الأطفال المشردين، والثانية تحضّر لهم الطعام وتوزعه بنفسها. في لحظة، شعرت أن الإنسانية ما زالت تتنفس في هذا البلد.

كانت أمسية لبنانية بامتياز، اجتمع فيها الناس على النبيذ، والفن، ودفء الحياة.