مع انتخاب مجالس بلدية جديدة في محافظة عكار، تعود أزمة النفايات إلى الواجهة لتفرض نفسها كأولوية قصوى تستدعي حلولاً سريعة وجذرية، نظراً لما تسببه من أضرار بيئية وصحية فادحة.

فالنفايات باتت مشهداً يومياً على امتداد الطرق الرئيسية والفرعية، وفي الأودية وضفاف الأنهر والينابيع، وصولاً إلى الأراضي الزراعية ومناطق الغابات. هذه الظاهرة التي تمسّ بصورة المنطقة وتهدد سلامة سكانها، تمثل أحد أبرز التحديات التي تقع على عاتق البلديات المنتخبة حديثاً، ولا يجوز التغاضي عنها تحت أي ظرف.

المجتمعات المحلية مدعوة اليوم إلى رفع الصوت وعدم الصمت حيال هذا الواقع المؤسف الذي تتحمل مسؤوليته مختلف الأطراف، من مواطنين ومؤسسات رسمية.

اللافت أن جولات التهنئة التي شهدها مكب "سرار" لمعالجة النفايات شملت معظم بلدات عكار، إلا أن أي نتائج ملموسة لم تُسجّل بعد. أما معمل الفرز والمعالجة القائم داخل حرم المكب، فبرغم اكتمال بنائه وتجهيزه منذ سنوات، لا يزال خارج الخدمة، وسط غموض يلفّ أسباب التأخير في تشغيله، في ظل غياب الإجابات الواضحة من الجهات المعنية.

في المقابل، تنتشر المكبات العشوائية في مختلف أرجاء عكار، وتترافق مع روائح كريهة وعمليات حرق للنفايات تفاقم التلوث وتضاعف الأضرار.

الأسئلة تطرح اليوم بقوة على طاولة البلديات والاتحادات البلدية المنتظر انتخابها قريباً، كما على الوزارات المعنية: الداخلية، البيئة، الزراعة، والصحة العامة.