لم تعد التقديمات التي توفر للنازحين السوريين كما كانت. فمفوضية شؤون اللاجئين سبق أن أعلنت خفض ما تقدمه بسبب قلة التمويل، فيما تراجعت مساهمات برنامج الغذاء العالمي بعد تراجع التمويل الأميركي.

لا تزال قضية النزوح السوري إلى لبنان مصدر قلق بسبب عدم ترجمة المتغيرات في سوريا عودةً للنازحين، على الرغم من انتفاء الأسباب السياسية والأمنية التي أجبرتهم على مغادرة بلادهم عام 2011.

قبل أكثر من عام، لمس النازحون تراجعاً في التقديمات التي توفرها مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة ، وتعزو جهات متابعة الأمر إلى تراجع التمويل من الدول المانحة.

وبحسب أرقام المفوضية، فإن التمويل تراجع إلى 15 في المئة فقط، ما سيحرم مئات آلاف السوريين التقديمات. وتشير الناطقة الإعلامية باسم المفوضية ليزا ابو خالد إلى أن ذلك التراجع سيحرم 45 ألف لاجئ الرعاية الصحية بدءا من كانون الأول / ديسمبر المقبل، وكذلك سيحرم 40 ألفا الرعاية الصحية الأولية. 

تعبيرية (مواقع)

وتوضح لـ"النهار" أن "الأنشطة المتعلقة بـ400 ألف نازح ستكون معرضة للخطر في حال عدم توافر الدعم والتخطيط والمساعدة". 

 وستتوقف مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تدريجا عن تقديم المساعدة التعليمية، ولن تتمكن من دعم الأنشطة التعليمية المُستهدفة اعتبارا من تموز/ يوليو المقبل، بحيث لن يتمكن 15 ألف طفل من الإفادة من التعليم، فيما لن يحصل 42 ألفا على مساعدات الإيواء والتحسين اللازمة. وتلفت إلى أن "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اضطرت إلى إيقاف دعم 347 ألف شخص يستفيدون من التقديمات النقدية من البرنامج المشترك بين المفوضية وبرنامج الأغذية العالمي، اعتبارا من نيسان/ أبريل، وستدعم 206 آلاف شخص حتى حزيران/ يونيو المقبل".

وتشير أبو خالد إلى أنه "من دون اتخاذ إجراءات عاجلة، فإن النقص الحالي ينذر بتعميق الحاجات وترسيخ نقاط الضعف، وزيادة التكاليف الطويلة الأجل، ويعقد أي استجابة إنسانية. وفي غياب الرؤية الواضحة لتوقعات التمويل لا خيار سوى اتخاذ قرارات صعبة في شأن الأنشطة التي يمكن دعمها، علماً أن المفوضية تركز على أنشطة إنقاذ الأرواح والأنشطة الأساسية".

من جهة أخرى، تراجع التمويل الأميركي لبرنامج الأغذية العالمي بنسبة 40 في المئة، وهو ما يعني تراجع عدد المستفيدين من البرنامج إلى نحو نصف مليون، فيما كان عدد المشمولين بالمساعدات أكثر من 800 ألف.

 وكانت أعداد النازحين المسجلين لدى المفوضية سجلت في أواخر كانون الأول/ ديسمبر الفائت 755 ألفا، بينما تقدر الحكومة اللبنانية أعدادهم بأكثر من ذلك.