وداعاً هدى شديد… الشجاعة المشرفة حتى الشهادة

كأنها أرادت في ذاك الاحتفال قبل أسابيع ثلاثة أن يكون وداعها الأخير، وكان. في قصر بعبدا كان الوداع في إطار التكريم الأخير على يد رئيس البلاد والأسرة الصحافية والإعلامية، والجميع كانوا يبكون تحت البسمة. الدمع كان مغلفاً بالرمق الأخير.
اقرأ أيضاً: حين روَت هدى شديد قصتها مع الحياة والمرض… "أشكر الله حقاً على كلّ شيء" (فيديو)
هدى شديد يا فراشة الصحافة والإعلام، ويا أشجع من عرف اللبنانيون مقاتلةً في مواجهة السرطان، ويا أرقى من حمل رسالة الصحافة والإعلام، ويا من صارت أيّوب الصبر على الوجع ورحلة المرض الفتاك... هدى شديد، "النهار" تبكيكِ بألم ووجع وصدمة وأسى وتنعاكِ إلى كلّ أسرة الصحافة والإعلام في لبنان والعالم العربي وإلى جميع اللبنانيين، وجهاً مشرقاً مشرفاً لسيرتك ومهنتك وعائلتك الصغرى والكبرى.
وكانت الراحلة شديد كرمت قبل اسبوعين في القصر الجمهوري، بمبادرة من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى نعمت عون، في لفتة تقدير لمسيرتها المهنية التي نال منها القصر تغطياتها لاكثر من ثلاثين عاما ولصمودها في وجه تحديات الحياة والمرض.
وخلال التكريم توجه الرئيس عون إلى شديد قائلاً: "العزيزة هدى، مسيرتك الإعلامية وصمودك في وجه المرض هما رسالة أمل وإلهام. دخلتِ البيوت والقلوب بحرفيتك وموضوعيتك، واليوم نكرّم فيكِ روحاً لا تهزم".
بدورها، عبّرت شديد عن تأثرها الكبير بالتكريم، قائلة: "اعتدنا في لبنان أن نُكرَّم بعد رحيلنا، لكن هذا التكريم اليوم هو بمثابة حياة ثانية ودافع للاستمرار". كما شكرت زملاءها الذين رافقوها في مسيرتها، مؤكدة أن الحب والدعم هما سرّ القوة في مواجهة المحن.
اقرأ أيضاً: صدمة رحيل هدى شديد في نفوس المحبّين… الضحكة الحلوة تغيب