قوى سنيّة تتهيّأ انتخابيّاً: لوجيستيّات ومفاوضات للتحالف

بدأت قوى سياسية سنيّة التحضير للانتخابات النيابية المقرّرة عام 2026، رغم أنّ التدابير لا تزال في الدرجة الأولى من التهيئة. وتشمل التحضيرات نواباً سابقين من "تيار المستقبل" يعدّون اللوجيستيات بما فيها الماكينة الانتخابية، من دون الإعلان رسميّاً عن المشاركة أو عدمها قبل تبلور قرار الرئيس سعد الحريري خوض الانتخابات مباشرةً أو ترك الأمر للقياديين أو تجيير الأصوات للوائح مستقلة أو البقاء على الحياد. وسيترشّح نواب سابقون في "المستقبل" للانتخابات ما لم يأتِ قرار قاطع من رئيس "التيار الأزرق" بعدم ترشّحهم.
يتبيّن بحسب معطيات "النهار" أنّ نواباً مستقلّين وتغييريين نشطوا على المستوى البرلمانيّ بعد انتخابهم عام 2022، هم بين أكثر من يكترثون بالانتخابات المقبلة.
وقد أطلق النائب إيهاب مطر ماكينته الانتخابية المنظّمة في طرابلس، مبقياً على مسار تحضيريّ انتهجه في الانتخابات الماضية ومعوّلاً على ما يعتبره انسجاماً مع قراراته السياسية مع الفيحاء. وسيتحالف مع شخصيات من العمق الطرابلسيّ، ويرفض ضمّ من هم جزء من محور "الممانعة" أو من كانوا حلفاء للنظام السوري السابق. والأمر الأكثر ترجيحاً أن يشكّل لائحة يرأسها لأنّه الأسلوب المتناسب شعبيّاً مع طبيعة القانون الانتخابي. ويحبّذ مطر حصول الانتخابات في وقتها وأن يسمح للمغتربين بالمشاركة كالمقيمين.
ينشط النائب التغييريّ وضاح الصادق من جهته في التحضير الانتخابيّ، ويرتّب تحالفاته مع من يؤيدونه في خطاب إصلاحي سياديّ برغماتيّ، وكذلك في المبدأ المعارض التغييريّ بما يشمل جزءاً من قوى انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 وجزءاً من القوى السيادية المعارضة لمحور "الممانعة". والثابت الذي تأكّد بحسب "النهار"، أنّ الصادق سيترشّح ضمن لائحة سيكون هو النائب الوحيد فيها، مع مرشّحين يثني على تاريخهم واحترامهم في بيروت. ويتوقّع أن المعركة ستكون قاسية في بيروت إن حصلت الانتخابات في مواجهة "من لديهم المال والنفوذ"، لكنّ المهم وصول غالبية نيابية سيادية.
من القوى السنية التي ستشارك في الانتخابات أيضاً، "جمعية المشاريع" التي تستكمل التحضيرات على مستوى كلّ الدوائر الانتخابية، وماكينتها على جهوزية. ويفسّر مصدر رسميّ في "المشاريع" أنّ "القرار متّخذ بالمشاركة، ويمكن ترشيح أشخاص من "المشاريع" أو دعم أصدقاء، وأن تتنوع طريقة المشاركة والتحالفات بين دائرة وأخرى. وستكون التحالفات بحسب الهدف والظرف، لكن من ثوابت جمعية "المشاريع" في طرابلس التحالف مع النائب فيصل كرامي، وتواصلها حاضر مع قوى متعددة ويمكن أن تعقد تحالفات أوسع من عام 2022.
ثمة شخصيات وقوى سنية لم تبدأ التحضير للموسم الانتخابيّ، فماذا عنها؟
لم يتّخذ النائب أشرف ريفي قرار الترشّح أو عدمه، ولا تحضيرات ممكنة قبل نهاية العام الحاليّ. لكنّه يرجّح حصول الانتخابات في موعدها ويحض على أهمية تسجيل المغتربين. وفق "النهار"، قد يتّخذ ريفي قراراً بعدم الترشّح إذا كانت المعركة ستحتاج إلى مرشّحين جدد، لكنه سيكون ناخباً أساسيّاً. وسيترشّح إن وجب بقاؤه في المعركة، مع إمكان تحالفه و"القوات اللبنانية" والكتائب و"حركة الاستقلال" وحزب الوطنيين الأحرار.
توازيا، يتواصل "تيار العزم" مع المواطنين، لكنّ الماكينة الانتخابية لم تتحضّر لوجيستيّاً، باعتبار أنّ "من المبكر التحضير". وسيتّخذ الرئيس نجيب ميقاتي قرار المشاركة الانتخابية أو عدمها، لكنّ أوساطه لا تقلّل من إشكاليات التي قد تمنع حصول الانتخابات بما فيها الخلاف على البطاقة الممغنطة وتصويت المغتربين.
ويراقب الرئيس فؤاد السنيورة بدوره مجرى الاستحقاق، ويهتمّ بالشأن العربيّ بقدر اهتمامه بالشأن اللبناني. ويبتعد عن الترجيح إذا كانت الانتخابات النيابية ستحصل أو لا.