لا أرقام نهائية لحجم الأضرار في لبنان جراء الحرب الاسرائيلية على لبنان التي انطلقت بعد اعلان "حزب الله" حرب اسناد غزة في 8 تشرين الاول 2023. فأرقام البنك الدولي تشير إلى خسائر بـ14 مليار دولار، فيما تؤكد إحصاءات أخرى أنها 12 مليارا.

ولكن ما حجم الأضرار في الجنوب والبقاع الغربي حتى نهاية الصيف الفائت؟

لم يعرف لبنان، وخصوصاً الجنوب حجم دمار بالشكل الذي شهده خلال الحرب الاخيرة بين العامين 2023 و2025، ولم يحدث أن دُمّرت بلدات كليا كما هو المشهد اليوم.

فالحافة الأمامية الممتدة من الناقورة إلى شبعا شهدت تدميراً ممنهجا سواء من خلال الغارات أو التفجيرات التي نفذها الجيش الإسرائيلي، وتلت بدء سريان اتفاق وقف النار في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024. 
نسبة التدمير بعد وقف النار وصلت إلى 70 في المئة في بلدات حدودية.

وبحسب رئيس مجلس الجنوب الدكتور هاشم حيدر، فإن عدد الوحدات المدمرة كليا في الجنوب والبقاع الغربي هو 55000، في مقابل تضرر 180000 وحدة سكنية وغير سكنية، والعدد الإجمالي هو 235000 وحدة مدمرة ومتضررة.

قصف إسرائيلي على جنوب لبنان. (مواقع)

ويوضح لـ"النهار" أن "عملية مسح أضرار الوحدات السكنية وغير السكنية في الجنوب والبقاع الغربي وراشيا قد أنجزت، وهي حالياً في مرحلة التدقيق. وعدد تلك الوحدات 235 ألفا، وكلفتها الإجمالية 5 مليارات دولار".
أما على صعيد الترميم ودفع التعويضات، فيؤكد أن "لا تعويضات لأصحاب الوحدات المدمرة والمتضررة حتى تاريخه، ومجلس الجنوب أنجز ترميم بعض المباني الرسمية، ومنها المدارس الرسمية المتضررة وعددها نحو 200، والهدف كان الحفاظ على استدامة العام الدراسي واستمرارية التعليم، وعادت إلى العمل خلال أيام قليلة. وهذه المدارس توزعت في الجنوب والبقاع الغربي وراشيا".

إلى ذلك، أعاد المجلس ترميم 155 مبنى رسميا، منها مباني البلديات والمستشفيات ومراكز الاقتراع المتضررة وغيرها. كذلك رُمّمت مستشفيات حكومية أهمها في بنت جبيل، وتبنين، ومرجعيون، والنبطية، إضافة إلى ترميم السرايا الحكومية في النبطية وبنت جبيل وتبنين وجويا وغيرها.

أما الخسائر في الجنوب والبقاع الغربي، فإن التقدير الأولي لها في القطاع الزراعي هو نحو 3 مليارات دولار، ولكن الأرقام ليست نهائية، وهي لفترة زمنية ممتدة من  تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى تموز/ يوليو 2024.
بيد أن الاعتداءات الإسرائيلية تركزت أيضا على إحراق أشجار الزيتون وخصوصاً المعمرة منها، عدا عن سرقة الآلاف منها ولا سيما في الحافة الأمامية، وبلدة عيثرون شاهدة على تلك السرقة الموصوفة.

وأدى العدوان إلى احتراق أكثر من 6 آلاف شجرة زيتون في الجنوب والبقاع الغربي، منها 4 آلاف و700 شجرة زيتون معمرة بحسب أرقام وزارة الزراعة. ومن البلدات الأكثر تضرراً، دير ميماس، وبلاط، وبرغز، وإبل السقي، ومرجعيون، والنبطية، وفي البقاع الغربي تضررت بلدات عدة منها سحمر، والدلافة، وقليا، وزلايا، ولبايا، ومشغرة.