ما حقيقة موقف بري الملتبس من تظاهرة الروشة وارتداداتها؟

ساد الالتباس موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري من تظاهرة الروشة لـ"حزب الله" وأنصاره. فهناك من يقول إنه كان ساخطاً، لأنه يدرك أن ذلك يؤدي إلى فتنة سنية- شيعية، وأن حزب الله نقض الاتفاق الذي حصل معه، فيما ينفي البعض الآخر من المحيطين به كل التأويلات، بدليل أن معظمهم لم يردّ على الهاتف لإيضاح المسألة.

فهل يقارب بري الأمور من منطلق الدستور والدولة والسلم الأهلي؟ أو أنه ينحاز إلى "توأمه" الآخر "حزب الله"،  ولاسيما أن الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم وصفه بأنه "الأخ الأكبر؟" فأين هو هذا الأخ اليوم حيال كل ما حصل في الروشة، وقد كان بمثابة انتحار سياسي للثنائي ستتوالى تداعياته تباعاً؟

بري (مواقع)

يستغرب عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي خريس لــــ"النهار"، كل ما قيل عن استياء بري من "حزب الله"، نافياً الأمر وعازياً ذلك إلى إحدى المحطات التلفزيونية، "وهذا ليس صحيحاً لأن الرئيس بري يرغب في أن تضاء صخرة الروشة".

ويتساءل خريس: "ما الضرر إذا أضيئت بصورة رجل من مستوى الأمين العام الشهيد حسن نصرالله؟ هل هذه الإضاءة تُحدث فتنة؟ نحن أهل وإخوان ولا يمكن أن تحصل الفتنة، والرئيس بري ضنين بالوحدة الوطنية وبالتلازم السني-الشيعي، ولا يريد أي انقسامات في البلد، وهذا دوره التاريخي، ولكن كان على رئيس الحكومة أن يكون جامعا، لا منفردا في قراراته وكل ما قام به. ما حصل قد حصل وأصبح وراءنا، ولا مجال لحديث عن الأمر بعد اليوم".

وعن التداعيات والمعالجات ودور بري في هذا الإطار بصفته رئيسا لمجلس النواب وأحد أقطاب الدولة، يجيب خريس: "الرئيس بري قال كلمته، والخطأ مصدره الذين حاولوا رفض إضاءة الصخرة، وقد انتهت الأمور ولم يحصل شيء، ويجب أن تطوى هذه الصفحة من دون جلبة".

على خط آخر، هل صحيح أن ثمة تياراً داخل "حزب الله" يتصدى لدور رئيس مجلس النواب وكل ما يقوم به من أجل التهدئة، وأن هذا التيار بات قوياً؟

يُنقل أن البعض كان قد أشار إلى خلاف وفق الدائرة الضيقة لـ"حزب الله" بين الأمين العام الشيخ نعيم قاسم ومسؤول وحدة الارتباط وفيق صفا، إلا أن الأخير تقصد من الروشة القول إن العلاقة مع الشيخ قاسم ممتازة، وأرسل عبارات إطراء له لقطع الطريق على كل ما قيل. إنما من الطبيعي أن هناك صقوراً وحمائم في الحزب، وثمة من لا يريد لرئيس مجلس النواب أن يؤدي دوره كما يشاء، لقطع الطريق على دور الحزب. بمعنى آخر، البعض يعتقد أنه بعد الحرب سترث حركة "أمل" الحزب سياسياً، وهناك تباينات وخلافات واجتهادات كثيرة في هذا السياق، وكلّ يدوّر الزوايا على طريقته ولا يريد توضيح الأمور أو الرد على التساؤلات.