يواصل الرئيس اللبناني جوزف عون سلسلة لقاءاته في اليوم الرابع بنيويورك، حيث التقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي "نوّه بالدور الذي لعبه الرئيس عون والحكومة اللبنانية من أجل أن يكون للدولة اللبنانية جيشها وقوتها المسلحة الوحيدة في البلاد على الرغم من الصعوبات".

وأكد غوتيريش أنّ "وجود اليونيفيل لمدة سنة في جنوب لبنان، يؤكد التزام الأمم المتحدة في المحافظة على الاستقرار في هذه المنطقة ويعطي الدولة اللبنانية وقتاً لنشر جيشها حتى الحدود المعترف بها دولياً"، بحسب الرئاسة اللبنانية.

من جهته، شكر عون "الدور الذي لعبه غوتيريش في تمديد ولاية اليونيفيل في الجنوب لافتاً إلى أنّ الجيش يقوم بواجباته في جنوب الليطاني وينتظر استكمال انتشاره بعد الانسحاب الإسرائيلي من التلال والأراضي المحتلة".

وأكد أمام غوتيريش أن "خطّة سحب السلاح وُضعت لكي تُنفّذ، لكنّ استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يحول دون استكمال التنفيذ".

وطلب عون من وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول المساعدة في تثبيت الاستقرار في جنوب لبنان، ودعم الجيش والاقتصاد اللبناني، مؤكداً أن أي جهد لا يأخذ في الاعتبار وحدة اللبنانيين لن يحقق غايته.

عون ووزير الخارجية الألماني (الرئاسة اللبنانية)

وجه الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس دعوة إلى عون للمشاركة في احتفالين: الأول في كانون الثاني/يناير المقبل بمناسبة تولّي قبرص رئاسة الاتحاد الأوروبي، والثاني في نيسان/أبريل لإطلاق المشاريع المشتركة التي يمكن للاتحاد الأوروبي أن يقدّمها دعماً للبنان في المجالات الاقتصادية والإنمائية والاجتماعية والتربوية، مؤكداً وقوف بلاده إلى جانبه في ضوء اللقاءات التي أجراها الرئيس عون في قبرص.

عون والرئيس القبرصي (إكس)

والتقى عون اليوم الثلاثاء عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي السيناتور جاين شاهين.

والتقى عون في جناحه في فندق "ماريوت" في نيويورك، شاهين، وشكرها على الدور الذي قامت به مع عدد من أعضاء المجلس، لتخصيص مبلغ 193 مليون دولار لدعم الجيش اللبناني، و40 مليون دولار لقوى الأمن الداخلي، تجاوباً مع الرغبة التي كان أبداها رئيس الجمهورية خلال استقباله شاهين قبل أسابيع في قصر بعبدا.

وأبلغ عون المسؤولة الأميركية أن هذا الدعم يؤكد مرة جديدة الثقة التي تضعها الولايات المتحدة الاميركية بقدرات الجيش اللبناني، وبدوره في المحافظة على الاستقرار في لبنان، خصوصاً بعد ترحيب مجلس الوزراء اللبناني بالخطة التي وضعتها قيادة الجيش لتطبيق قرار الحكومة المتعلق بحصر السلاح.

ولفت إلى أن "دور الجيش لا يقتصر فقط على الانتشار في جنوب الليطاني، بل يشمل أيضاً حفظ الأمن في الداخل، وعلى طول الحدود الشمالية-الشرقية، ومنع التهريب، ومكافحة المخدرات، وحماية المؤسسات الرسمية والدستورية، وغيرها من المهام التي يتولاها الجيش ضمن إمكانيات متواضعة في العتاد والتجهيز".

وخلال اللقاء الذي حضرته السفيرة اللبنانية في واشنطن ندى حمادة معوّض، تناول عون الوضع في الجنوب، فأشار إلى "التوقيت المريب" للمجزرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق عائلة استُشهد عدد من أفرادها بينهم ثلاثة أطفال، وذلك بعد ساعات على انتهاء اجتماع لجنة الـMechanism التي كان يمكنها أن تتحقق من مزاعم إسرائيل حول هويّة ربّ العائلة قبل استهدافها، ولا سيما أن من مهام اللجنة متابعة تنفيذ اتفاق نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي الذي يوليها مهمة التدقيق في أي معلومات حول أعمال عسكرية أو مواقع مشبوهة للتأكد من صحتها ومعالجة الاشتباه.

وأكد عون أن "استمرار إسرائيل في اعتداءاتها على لبنان، يطرح علامة استفهام حول مدى قدرة المجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا اللتين رعتا إعلان تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، على وضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المتتالية، وإعادة الأسرى اللبنانيين، ووقف التصعيد الذي يؤدي استمراره إلى إضاعة جهود الساعين لتحقيق الاستقرار في الجنوب، وفي مقدمهم الولايات المتحدة الأميركية".

الرئيس اللبناني، جوزف عون ووزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو (الرئاسة اللبنانية).

وشدد على أن "الحكومة اللبنانية ماضية في تنفيذ الالتزامات التي حدّدتها كخريطة طريق لعملها، وأولها الإصلاحات المالية والاقتصادية، والتعاون مع صندوق النقد والبنك الدوليين، إلى الترحيب بالخطة التي وضعتها قيادة الجيش لتنفيذ قرار الحكومة بحصرية السلاح".

من جهتها، رحبت شاهين بالخطوات العملية التي يقوم بها الجيش اللبناني بحرفية وانتظام، لافتةً إلى أن "المساعدة التي تحددت للجيش وقوى الامن الداخلي تهدف إلى تمكين القوى المسلحة اللبنانية من القيام بمسؤولياتها كاملة، وأيّ تطور إيجابي في مجرى الأحداث في لبنان، سوف يساعد على زيادة هذه المساعدات".

لقاءات عون في نيويورك (الرئاسة اللبنانية).

قبل ذلك، طلب الرئيس اللبناني من وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، مساعدة الولايات المتحدة الأميركية على تأكيد التزام إسرائيل بمضمون إعلان 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، لوقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان وانسحابها من النقاط التي تحتلها وإعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين لديها، وتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، ولا سيما أنه لم يحصل أيّ خرق لهذا الاتفاق من الجانب اللبناني.

كذلك طلب من روبيو دعم الجيش اللبناني بالعتاد والتجهيزات كي يتمكن من أداء مهامه التي تشمل جميع المناطق اللبنانية، كما طالب بتوفير الفرص اللازمة لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط. 

وسيلقي عون اليوم كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.