المغتربون يخوضون "النزال المطلبيّ" للمشاركة بانتخاب 128 نائباً

المغتربون اللبنانيون المكترثون بالأوضاع اللبنانية يعيشون لهفة سياسيّة وطنيّة على تنوّع أصقاع انتشارهم بين المشاركة في الانتخابات النيابية أو عدمها العام المقبل، ولقد بدأت تنهال المطالبات الاغترابية بأولويّة أن ينعموا بحقّهم في الاقتراع كالمقيمين لانتخاب 128 نائباً. ولا يتغاضون عن خوض النزال المطلبيّ في مواجهة كلّ التحديات التي تتقصّد طيّ مطلبهم في غياهب العرقلة. وشكّل البيان الموقّع من مجموعات اغترابية متنوعة الانتشار قبل أيّام، أكثر تجلّيات دخول فترة البتّ، حيث دعا البيان مجلس الوزراء لدعم حقّ المغتربين بالتصويت وفق مكان قيدهم أسوة بالمقيمين في اعتباره حقّاً دستوريّاً ثابتاً.
كذلك، وبحسب معطيات لـ"النهار"، تقدّم لبنانيون أميركيون بورقة موقّعة من مواطنين مغتربين لبنانيين في الولايات المتحدة الأميركية إلى كلّ من رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ووزير الخارجية يوسف رجّي لطلب مشاركة المغتربين مثل المقيمين في انتخاب 128 نائباً في الانتخابات النيابية المقرّرة عام 2026.
وأرسلت "لجنة التنسيق اللبنانية الأميركية" LACC كتاباً إلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية اللبنانية، موقّعاً من الجمعيات التي تشكّل اللجنة طالبةً إعطاء حقّ المغتربين في الاقتراع مثل اللبنانيين المقيمين لانتخاب 128 نائباً. ولقد حظيت تلك المحاولة الاغترابية باكتراث من الوزير رجّي الذي طمأن المغتربين أنه سيعمل ما في مقدوره حتى مشاركة المغتربين في الاقتراع مثل المقيمين، فيما كان الردّ مختصراً من رئاستي الجمهورية والحكومة في أنّ الكتاب استلم. وتتابع قوى الضغط اللبنانية الأميركية تواصلها واجتماعاتها حيال تطورات الوضع اللبناني بما في ذلك مسألة اقتراع المغتربين، وتستحثّهم في المناسبات الاغترابية التي تتّخذ طابعاً لبنانياً على الاعتناء بفكرة أن يشاركوا في الانتخابات النيابية المقبلة.
وإذ لا يحبّذ عدد من المغتربين المشاركة في الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة لأنهم يعتبرون ما سيحصل مضيعة وقت ولأنهم لا يعتقدون في القدرة على التغيير، يتضح للقيّمين على حضّ اللبنانيين المغتربين في الولايات المتحدة أنّ العدد الأكبر من الذين هاجروا بعد الحرب اللبنانية مع المشاركة الانتخابية ومع التغيير والتوصل إلى لبنان جديد حرّ ومستقلّ بعد عقود زمنية من الأزمات اللبنانية. وتبحث قوى ناشطة لبنانية أميركية عن عقد اجتماع مع متابعين للملف اللبناني في وزارة الخارجية الأميركية لطرح مسألة تصويت المغتربين على الأجندة. وثمة من يعوّل على طلب تدخّل من المجتمع الدوليّ مع الدولة اللبنانية لتوطيد نجاعة الانتخابات وشفافيتها وحقّ المغتربين في الاقتراع كالمقيمين.
وهناك تواصل بين قوى اغترابية وأحزاب لبنانية في مقدّمها "القوات اللبنانية" والكتائب اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي والنواب التغييريون بحثاً عن ضغط داخلي لإسراع البت في حقّ مشاركة المغتربين في انتخاب 128 نائباً.
في الدول العربية، هناك ناشطون اغترابيون لبنانيون ينسّقون بين بعضهم بعضاً ولا يزالون على تواصل مع مسؤولين لبنانيين في محاولة لضمان حقّهم بالمشاركة في انتخاب 128 نائباً وإلغاء المقاعد الستّة المخصصة للمغتربين في قانون الانتخاب. ويتبيّن أنهم سيطالبون أيضاً بتمديد مهلة تسجيل المغتربين للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة مع شجبهم غياب تثبيت حق المغتربين في التصويت كالمقيمين حتى الآن.
ماذا يمكن لمشاركة المغتربين في انتخاب 128 نائباً أن تغيّر في الانتخابات النيابية عام 2026؟ بحسب مركز دراسات الباحث كمال الفغالي، إنّ القوى السياسية التي يناسبها تصويت المغتربين تشمل "القوات اللبنانية" وحزب الكتائب اللبنانية وقوى التغيير، فيما لا يمكن لـ"حزب الله" ولبعض من محور "الممانعة" القيام بحملات انتخابية في الخارج. أثّر المغتربون على نتيجة 8 مقاعد نيابية في انتخابات عام 2022، ويمكن أن يغيّروا في فحوى المعركة الانتخابية العام المقبل إن لم تعرقل مشاركتهم.