إسرائيل تصعّد ضرباتها... وانتظار ما تحمله أورتاغوس

ر.ع
رفعت اسرائيل من وتيرة اعمالها الحربية ضد اهداف تعود لـ"حزب الله" وتصويبها على تدمير نقاط عسكرية وتجمعات مدنية في أن معا قبل حلول الذكرى السنوية الاولى لاغتيال السيد حسن نصرالله، لتوجه رسالة الى كل من يعنيه الامر انها مستمرة في استهداف الحزب وعدم تراجعها عن تنفيذ اي عملية تساعد في التضييق عليه واغتيال كوادره وتقليص قدراته العسكرية. وتريد ان يدخل الحزب في المزيد من الخلافات مع الحكومة ورئيسها نواف سلام فضلا عن الرئيس جوزف عون. ولم تكتف بتوجيه ضربات الى نقاط تعود للحزب جنوب الليطاني بحسب بياناتها فحسب بل طاولتها الى السلسلة الشرقية في البقاع حيث تتحدث في تقاريرها عن عدم تراجع ماكينتها العسكرية من تدمير مخازن للصواريح والمسيرات والاسلحة الثقيلة الموجودة في هذه الاماكن مع تصاعد معدل عملياتها والخروقات التي وصلت الى 4500 منذ اتفاق وقف اطلاق النار الذي يطبق من جهة لبنان فقط.
وفي تأكيد اسرائيلي على الاستمرار في هذا المنحى تم تدمير منازل عدة في خمس بلدات في جنوب النهر وشماله امس: ميس الجبل ، دبين، كفرتبنيت ، برج قلاوية والشهابية حيث نزح العدد الاكبر من عائلاتها بعد تحذيرات افخاي أدرعي.
ويأتي هذا التطور الامني قبل حضور الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس ومشاركتها في اجتماع لجنة الاشراف على تنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية بين لبنان واسرائيل "الميكانيزيم" بعد غد الاحد. وسيركز الجانب اللبناني في اللقاء على الخروقات المتتالية التي تعرقل مهمة الجيش وخصوصا في جنوب الليطاني.
وتأتي استهدافات اسرائيل بعد بروز جملة من المعطيات التي تظهر انها لم تكتف بتخطي وقف اطلاق النار وعدم التزامها بوقف الاعمال العدائية فقط بل أخذت تثبت كل يوم ان مندرجات القرار 1701 لا تعيره اي اهتمام في أجندتها العسكرية وتعتبره في حكم غير الموجود وهي لم تبد ارتياحا في الاصل الى التعاون القائم بين الجيش و"حزب الله' وخصوصا في جنوب الليطاني بغض النظر عن قرار الحكومة بحصر السلاح في يد المؤسسة العسكرية فان الاسرائيليين "يريدون وقوع صدام بين الجيش و"حزب الله" بحسب الخبير العسكري العميد المتقاعد الياس فرحات.
ويجري التوقف هنا عند ما قاله امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد أل ثاني ان اسرائيل تريد حربا اهلية في لبنان وهو من الخبراء في اهداف تل ابيب و مخططها القائم للسيطرة على بلدان المنطقة وشل قراراتها نتيجة التجربة الطويلة للدوحه حيال المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين والتي لم تأت بالنتائج المطلوبة منها جراء استمرار حكومة بنيامين نتنياهو في حربها المفتوحة في قطاع غزة والضفة الغربية والتضييق على الفلسطينيين.
لماذا تستهدف اسرائيل نقاطا خارج جنوب الليطاني؟
يقول فرحات "تعمل بكل بساطة للقفز فوق مندرجات ال1701 ولذلك تقوم اسرائيل باستهداف مناطق عدة في شمال الليطاني وصولا الى البقاع في اشارة واضحة منها لا تدل انها ستلتزم بوقف اطلاق النار".
ومن هنا لا ترى اسرائيل ان قرار الحكومة اللبنانية بجمع سلاح الحزب والفصائل الفلسطينية سيتحقق قبل نهاية السنة الجارية. وتؤدي الخروقات الاسرائيلية المتتالية الى الدفع بالحزب الى المزيد من عدم تراجعه عن تسليم سلاحه نتيجة عدم الركون الى اي ضمانات اميركية وغيرها تدفع اسرائيل الى وقف اعتداءاتها وهذا ما ستتناوله قيادة الحزب وكتلته النيابية في ايلول الجاري الذي كان قبل سنة تماما اقسى الاشهر على هذا التنظيم منذ نشأته عام 1982 الى اليوم.