سلام رعى افتتاح مكتب "قطر الخيرية" في بيروت: تجسيد للعلاقات الأخوية مع الدوحة وفرصة لشراكة استراتيجية

رعى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السرايا الحكومية، حفل افتتاح مكتب "جمعية قطر الخيرية" في لبنان، وذلك بحضور الرئيس تمام سلام، نائب رئيس الحكومة طارق متري، والوزراء غسان سلامة، جو صدي، حنين السيد، كمال شحادة، ورَكان ناصر الدين.
وفي كلمة له، قال سلام: "نلتقي اليوم في مناسبة عزيزة هي افتتاح مكتب قطر الخيرية في بيروت، والتي نعرفها عنواناً للعطاء، وحضوراً فاعلاً حيثما وُجدت حاجة إلى المساعدة والتنمية. مؤسسة إنسانية رائدة أثبتت عبر السنوات أنّ رسالتها تتجاوز الحدود، خدمةً للإنسان وكرامته".
أضاف: "لكن لا يمكن أن نبدأ هذا اللقاء إلا بالتوقف عند الاعتداء الإسرائيلي الغادر الذي استهدف دولة قطر الشقيقة مؤخّراً... فلبنان، الذي كان ولا يزال ضحية الاعتداءات الإسرائيلية على أرضه وشعبه، يُجدّد إدانته بأشد العبارات لهذا العدوان الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر وخرقاً فاضحاً للقوانين والأعراف الدولية".
وقال سلام أمام الحضور في السرايا: "إنّ ما حصل لا يستهدف قطر وحدها، بل يمسّ كل دولنا العربية والإسلامية، ويشكل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار في المنطقة"، مؤكداً أنّ "وقوفنا اليوم إلى جانب قطر في بيروت ليس مجرد موقف تضامني، بل هو تأكيد على وحدة المصير وعلى رفض منطق الاستقواء وشريعة الغاب".
كما أكد أنّ "لبنان يُثمّن المخرجات الصادرة عن القمة العربية – الإسلامية الطارئة التي انعقدت في الدوحة، والتي وضعت إطاراً جماعياً لمواجهة الخطر الإسرائيلي، فهذه القرارات تشكل محطة أساسية لتوحيد الصف العربي والإسلامي، ودعامة لموقفنا جميعاً في مواجهة سياسات العدوان كما سياسات الاحتلال والتهجير التي ما زال الشعب الفلسطيني يعاني منها، ومحاولة لإعادة الاعتبار لنهج السلام العادل والشامل المبني على مبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت والمرتكز على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".
أضاف سلام: "إذ يؤكد لبنان التزامه بخيار السلم والشرعية الدولية، يسعى أيضاً إلى حشد الدعم العربي والإسلامي والدولي للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء احتلالها لأراضٍينا، وضمان عودة أسرانا، ووقف اعتداءاتها المتكررة التي تكاد تُصبح شبه يومية على ارضنا وسيادتنا".
وحول المناسبة، قال سلام: "إنّ افتتاح مكتب دائم لـ "قطر الخيرية" في بيروت يحمل دلالات عميقة، فهو ليس مجرد خطوة إدارية، بل دليل واضح على عمق العلاقة بين لبنان وقطر، وعلى حرص دولة قطر، قيادةً وحكومةً وشعباً، على الوقوف إلى جانب لبنان في أوقاته العصيبة. فنحن لا ننسى أن قطر سارعت، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على بلدنا، إلى إطلاق جسر جوي وبحري محمّل بالمساعدات، وأن قطر الخيرية أطلقت من الدوحة حملة تضامن شعبية واسعة دعما للبنان".
وتابع قائلاً: "كما لا ننسى وقوف هذه المنظمة إلى جانبنا في احتضان النازحين السوريين، بما وفّرته من دعم وإغاثة، نأمل أن يتطوّر هذا التعاون اليوم إلى شراكة استراتيجية لدعم خطة العودة الكريمة والآمنة، بالتنسيق مع لبنان وسوريا والمنظمات الدولية المعنية، حفاظاً على حق النازحين ومصلحة بلدينا وشعبينا"، وقال: "نرى في افتتاح المكتب اليوم التزاماً مستداماً بدعم لبنان، يفتح آفاقاً جديدة للتعاون المؤسسي المباشر مع الدولة اللبنانية نتطلع إلى ان يكون شراكة حقيقية وبنّاءة، تُترجم إلى مشاريع تنموية وصحية وتعليمية وإغاثية. ونحن حريصون على أن يكون هذا التعاون منظّماً عبر الوزارات المعنية، في إطار النهج الجديد الذي أطلقته حكومتنا والقائم على الشفافية، والمحاسبة، والشراكة بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني".