"الترحيب" بخطة الجيش يُثير بلبلة... سامي الجميّل: نسير في الاتجاه الصحيح

شكّل "ترحيب" الحكومة اللبنانية "بخطة الجيش الهادفة إلى حصر السلاح في الجنوب محطة مفصلية في النقاش السياسي الداخلي. فالخطة التي أبقتها الحكومة سرّية في تفاصيلها، عكست توجهاً واضحاً نحو تعزيز سلطة الدولة وتثبيت سيادتها. لكن هذا المسار لم يمرّ من دون اعتراض، إذ انسحب وزراء "الثنائي الشيعي" من الجلسة تعبيراً عن رفضهم النقاش في سلاح الحزب، وهو ما أكد استمرار الانقسام الحاد حول الملف.
لكن الإعلان الحكومي الذي استعمل عبارات مطاطة كـ"الترحيب" من دون الاعلان الصريح عن التبني او الدعوة إلى التنفيذ، بالإضافة الى بعض المفردات المستعملة كـ"حسب القدرات للجيش" وغيرها، كله أثار بعض الاحباط لدى الشارع المتحمّس لنزع السلاح، ما اعتبر كأنه نوع من التراجع وعودة "اللعب على الكلام" الذي يجيده اللبنانيون.
في المقابل، رأى الطرف الآخر ان الحكومة تراجعت خطوات الى الوراء بعد قرار 5 و 7 آب، وهذا ما برز في تصريحات مقربة من الثنائي الشيعي.
توازياً، يبرز موقف رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي أعطى دفعاً إضافياً لقرار الحكومة، معلنا دعمه الترحيب بخطة الجيش اللبناني لحصر السلاح في الجنوب وثقته بأنّ لبنان يسير في الاتجاه الصحيح نحو إنهاء حالة السلاح الموازي. واعتبر في حديث لـ"النهار" أن "ترسانة حزب الله باتت خارج السياق الوطني"، مشدداً على أنّ الغالبية الساحقة من القوى السياسية والكتل النيابية – بما يقارب 90% من أعضاء المجلس – تؤيد تسليم السلاح إلى الشرعية، والرئيس نبيه بري نفسه أبدى تأييده العلني لهذا المسار، ما يضع الحزب في موقع المعارض الوحيد داخل البرلمان".
الجميّل أوضح أنّه لا يعوّل كثيراً على تهديدات نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، الذي لوّح بمعركة "كربلائية"، معتبراً أنّ "هذه الخطابات تبقى في إطار التعبئة الحزبية ولا تعكس ميزان القوى الفعلي. الشارع اللبناني، بما في ذلك القاعدة الشعبية لحزب الله، بات يعبّر عن تململ متزايد نتيجة الخسائر البشرية والمادية التي دفعتها البلاد خدمة لأجندات إقليمية".
وأضاف الجميّل أنّ ما يجري اليوم "ليس مجرد خلاف سياسي، بل خطوة أساسية لإعادة بناء الدولة واستعادة ثقة المجتمع الدولي، ما يمهّد لإطلاق ورشة إعادة الإعمار وإنعاش الاقتصاد". وأكد أنّ الطائفة الشيعية نفسها "ستكون شريكاً أساسياً في هذا المشروع الوطني عندما تتحرّر من وصاية الحزب وسلاحه".
وختم بالقول إنّ "الجيش اللبناني، الجامع بين كل المكونات، هو القوة الوحيدة المخوّلة حمل السلاح، وهو أقوى من أي تنظيم داخلي. فإرادة الدولة باتت واضحة، والمطلوب الاستمرار في هذا المسار حتى قيام دولة طبيعية، سيدة ومستقلة، قادرة على حماية جميع أبنائها".
اقرأ أيضاً: أي تمييز بين "الترحيب" و"الإقرار"؟ المعنى اللغوي هو القبول... والعبارة أخفّ وطأة