بوصعب بعد لقائه سلام: ثمة أمور عالقة أمام نجاح جلسة الجمعة الحكومية

اجتمع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السرايا مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، الذي قال بعد الاجتماع: "تناولنا فيه العديد من المواضيع، أبرزها التعاون المستمر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. كما هو معلوم، فقد جرى إقرار عدد من القوانين في المجلس النيابي بفضل هذا التعاون القائم، وبتوجيهات من الرئيس نبيه بري كان العمل يتم بسرعة الأمر الذي سمح بأن يكون العمل سريعاً وفعّالاً، وظهرت نتائجه في بعض الملفات. وهناك أيضاً مشاريع قوانين المطروحة ويتم  استكمال دورها في المجلس ، ومن المتوقع إنجازها في ظل الظروف الراهنة إذا استمر هذا التعاون، ما يتيح للحكومة المضي في إقرار القوانين المطلوبة لإنقاذ البلاد، ولا سيما القوانين التي لها علاقة بالأمور الاقتصادية منها".

أضاف بوصعب: وجرى التطرق إلى موضوع التطبيق الكامل للدستور وعند الحديث عن اتفاق الطائف، أؤكد أنّ الحاجة إلى تطبيقه اليوم أكبر من أي وقت مضى. ففي لبنان جرّبنا الكثير من الطروحات ولم يعد ممكناً تحويله إلى ساحة تجارب، من قوانين انتخابية إلى اقتراحات تمس بمصير و مستقبل البلد. لذلك، علينا أولاً أن نطبّق دستور الطائف كما هو، ثم نقيّم النتائج، ونرى إن كان ثمة تعديلات ضرورية".

 وأشار إلى أنّ "دستور الطائف نصّ بشكل واضح على قضايا عديدة، أبرزها: بسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية، وإلغاء الطائفية السياسية من خلال تشكيل هيئة وطنية تُعنى بدراسة هذا الموضوع، وكذلك اللامركزية الإدارية، وقانون الانتخابات، إلى جانب إنشاء مجلس للشيوخ ومجلس نواب خارج القيد الطائفي".

وأكد أنّ "الامور التي يتم الحديث عنها من كافة الأطراف السياسية تذهب بهذا الاتجاه ولكنها لا تزال حتى الآن غير مطبّقة بالشكل المطلوب، لكن اليوم أمام الحكومة فرصة للذهاب نحو التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وهو أمر يتطلب بطبيعة الحال حواراً وتشاوراً".

نشاط السرايا الحكومية (النهار).

تابع قائلاً: "قد يُبدي البعض انزعاجاً من الدعوة إلى الحوار بسبب التجارب السابقة مع طاولات الحوار، لكن لا شيء يمكن أن يتحقق من دون حوار. ففي البرلمان مثلاً، أي قانون نريد اقراره يتطلب حواراً بين الكتل السياسية، سواء أكان مباشراً أم غير مباشر، ثنائياً أم جماعياً. وبالتالي، من الضروري أن نأخذ هذا الموضوع بالاعتبار كي نتوصل إلى ما نصبو إليه".

وفي تصريحه، تطرّق بوصعب إلى جلسة مجلس الوزراء الجمعة، فقال: "بالنسبة إلى جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة، فهي محط أنظار اللبنانيين جميعاً، غير أنّ هناك بعض الأمور العالقة أمام نجاحها. وفي هذا الإطار، كان البحث مع دولة الرئيس حول كيفية تسهيل انعقاد الجلسة وضمان نجاحها، بحيث لا يخرج اللبنانيون بخيبة أمل نتيجة الخلافات. وقد سألتُ الرئيس سلام إذا كانت الجلسة ستُخصّص فقط لمناقشة الخطة التي وضعها الجيش اللبناني، خصوصاً وأنّ مجلس الوزراء لم يجتمع إلا مرة واحدة منذ نحو شهر، فيما هناك بنود أخرى ملحّة تنتظر إقرارها".

أضاف: "وقد أكد دولة الرئيس انفتاحه على إدراج أي بند آخر طارئ وضروري، واعتقد أن هذا التوجه من الممكن ان يؤدي الى حلحلة تلبية تطلعات اللبنانيين وحل مشاكلهم. كما أُشير إلى أنّ جزءاً من المسؤولية يقع على عاتق رئيس الجمهورية لإيجاد المخرج المناسب، مع قناعتي بأنّ فخامته سيكون له دور أساسي في هذا الاتجاه".

وختم قائلاً: "يمكن القول إنّ الأجواء تتجه نحو جلسة هادئة بشكل أساسي وبعيدة من الخلافات الإضافية، على أمل أن تُترجم إلى خطوات إصلاحية حقيقية، سواء في الشق المالي أو الاقتصادي أو الأمني".